السبت 23 نوفمبر 2024 05:39 صـ 21 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    فتاوى الصيام

    حكم الزواج بالعقيم

    رابطة علماء أهل السنة

     

     

    23/2/2015 ميلادي - 14/5/1437 هجري

     

    السؤال :

    قرأت أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الزواج بالعقيم، فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: لا، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: (تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ) فهل العقيم لا يتزوج ولا يزوج؟ وما درجة صحة هذا الحديث؟ وما المقصود منه؟ علمًا أنني وجدت تشددًا من قبل بعض المفتين في هذا الأمر..

     

    الجواب :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    أولاً: يجب على المؤمن أن يتأدَّب مع النصوص الشرعية، وأن يقابلها بالتسليم والرضى، وإن لم توافق هواه، قال تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [النساء: 65]، ولا يجوز أن يوصف المفتي بالنص بالتشدد؛ لأن هذا يخشى على صاحبه أن يكون ردّ على الله ورسوله أمره أو نهيه.
    ثانياً: هذا الحديث صححه ابن حبان، وحسنه ابن الصلاح -رحمهما الله تعالى- ولو تأملت لوجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده لما سأله أن يتزوج الولود؛ لأن هذا من أعظم مقاصد النكاح، لكنه صلى الله عليه وسلم لم ينه الناس نهياً عاماً، أو حرَّم عليهم تحريماً واضحاً أن يتزوجوا من لا تلد! وفرق كبير بين الأمرين.
    ثالثاً: أرجو أن تخرجي -يا أختي- من فورة غضبك، وأن تضعي نفسك في الموقف التالي: 
    جاء إليك رجل معروف بأنه عقيم، وتقدم لخطبتك، فهل ستقبلين به؟ وأنت التي تطمحين إلى الذرية التي تشبع عاطفة الأمومة عندك، وتبقى لك من بعد موتك تدعو لك، إلى غير ذلك من المصالح.. هل ترضين أن يصف خطيبك رأيك بالرفض بأنه تشدد، والتعنت وقلة المبالاة بالرجال العقماء؟! 
    إذن.. نحن نحتاج إلى التسليم لنصوص الشريعة، وإلى العقل في التعامل مع المشكلات.
    وبالنسبة لتزويج العقيم، فإنني أؤكد لك أن العقيم يطلبها بعض الأزواج الذين لا يرغبون في مزيد من الذرية، فيحصلون مكسبين: الأول: حصول مقصودهم، والثاني: إعفاف هذه المرأة التي يبدو للناس أنه قدر عليها أن تكون عقيماً، وإلا فالله تعالى قادر على أن يرزقها الذرية ولو بعد حين، وما قصة زوجة إبراهيم -عليهما السلام- إلا أكبر دليل. والله الموفق.

     

     

    فتاوى