روسيا ترفض تمديد اتفاقية الحبوب وتؤكد أن قرارها نهائي وأميركا تصف القرار بالمتوحش
رابطة علماء أهل السنةنقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن مسؤول روسي كبير في الأمم المتحدة قوله إن قرار روسيا عدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود نهائي، ولا خطة لإجراء مزيد من المحادثات بشأنه، في حين وصفت واشنطن القرار الروسي بأنه "عمل وحشي".
وكانت روسيا أعلنت توقف اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود -اليوم الاثنين- التي كانت تسمح بمرور المواد الغذائية إلى مناطق كثيرة حول العالم.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الصفقة توقفت اليوم، إلا أن موسكو مستعدة للعودة إليها بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها.
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا أبلغت رسميا اليوم الاثنين كلا من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة اعتراضها على تمديد "صفقة الحبوب".
وتم التوصل إلى صفقة الحبوب بمبادرة من تركيا، وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، حيث تنص الاتفاقية على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
غير أن الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية لم ينفذ، نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاقية، إذ تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا.
كما ترفض أوكرانيا إطلاق خط أنابيب الأمونيا الذي يتم تصدير الأمونيا منه إلى الاتحاد الأوروبي.
إدانة أميركية
وفي يوليو/تموز 2022، وقّعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول اتفاقية لاستئناف شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وسمحت الاتفاقية -التي مُدّد العمل بها عدة مرات- بشحن أكثر من 30 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ أغسطس/آب الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
وفي رد فعل أميركي، قال البيت الأبيض اليوم الاثنين إن تعليق روسيا لاتفاق الحبوب "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضرّ بالملايين".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودج -في بيان- "نحث حكومة روسيا على التراجع فورا عن قرارها"
كما نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة -اليوم الاثنين- بانسحاب روسيا من الاتفاق، واصفة ذلك بأنه "عمل وحشي".
وقالت ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين "في وقت تمارس فيه روسيا ألعابا سياسية، فإن أناسا فعليين سيعانون"، متهمة موسكو بـ"احتجاز الإنسانية رهينة".
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فقال إن "نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح.. سيكون جعل وصول الغذاء إلى الأمكنة التي في حاجة ماسة إليه أكثر صعوبة، إضافة الى زيادة الأسعار"، مضيفا "خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول".
وفي أوكرانيا، نقل سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الاثنين- عن الرئيس قوله إنه يجب القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضاف زيلينسكي "حتى بدون روسيا الاتحادية، يجب القيام بكل شيء حتى نتمكن من استخدام ممر البحر الأسود هذا.. لسنا خائفين".
ومضى يقول "تواصلت الشركات وأصحاب السفن معنا.. قالوا إنهم مستعدون، إذا سمحت لهم أوكرانيا بالمغادرة، وواصلت تركيا السماح لهم بالمرور، فعندئذ سيكون الجميع على استعداد لمواصلة توريد الحبوب".
"ضربة للمحتاجين"
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إن قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان".
وأضاف أن هذا القرار يعني إنهاء اتفاق ذي صلة بين الأمم المتحدة وموسكو للمساعدة في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
وفي إسطنبول قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أن بوتين يريد الاستمرار في اتفاق تصدير الحبوب رغم التصريحات الروسية بشأن الاتفاق اليوم.
وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي أنه سيناقش الموضوع مع بوتين خلال زيارته لتركيا في أغسطس/ آب المقبل، كما ستتم مناقشة وسائل فتح الطريق أمام نقل الحبوب والسماد الروسيين إلى العالم.
وأشار إلى أنّ هناك لجنة في إسطنبول تتابع كل ما يتعلق باتفاق الحبوب، وأعرب عن تمنياته أنْ تستمر في عملها وأن تحقق إنجازا.
من جهته قال عضو مجلس الأمن والسياسات الخارجية في الرئاسة التركية مسعود حقي جاشين : إن روسيا محقة في مطالبها وشروطها لتجديد صفقة الحبوب، مشيرا إلى أنها تبدي رغبتها في استمرار الصفقة، لكن الأطراف الدولية الأخرى ترفض التعامل معها لتصدير حبوبها وأسمدتها.