بعد اغتيال 4 شهداء بالضفة.. الرئاسة الفلسطينية تحذّر من مواجهة شاملة وحماس تقول إن الصراع دخل مرحلة جديدة
رابطة علماء أهل السنةحذّرت الرئاسة الفلسطينية - الثلاثاء- من توجّه الاحتلال إلى مواجهة شاملة مع الشعب الفلسطيني، بعد اغتيال 4 شهداء في الضفة الغربية، بينما قالت حركة حماس إن الصراع مع الاحتلال دخل مرحلة جديدة، في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بالتهدئة وإجراء تحقيقيات.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء 3 فلسطينيين، هم: إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وحسين جمال طه، وهم من قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في البلدة القديمة بنابلس، بالإضافة إلى فتى فلسطيني خلال مواجهات في مدينة الخليل.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة -في بيان صحفي- إن الحكومة الإسرائيلية غير مهتمة بتحقيق الهدوء والاستقرار، وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني.
وأضاف أن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع الشعب الفلسطيني بأسره، من خلال عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس، وامتد إلى جنين، وغزة، واليوم في نابلس.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن ما حدث في نابلس سيزيد مقاوميها ثباتا ويقينا بمواصلة قتال الاحتلال ومواجهته، ولن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة جهاده من غزة إلى نابلس، وفق تعبيرها.
بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه من الواضح أن الصراع دخل مرحلة جديدة ضد الاحتلال.
وأضاف أن اشتباكات نابلس التي قتل فيها مقاومون، تؤكد أن الصراع مع الاحتلال يتصاعد يوما بعد يوم.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) صبري صَيْدم، إن التصعيد الإسرائيلي في غزة زاد من التلاحم والوحدة بين الفلسطينيين، وإنه يَتوقع قرارات تصب في هذا الاتجاه قريبا.
وأضاف صيدم في نشرة سابقة للجزيرة أن الحملة الانتخابية في إسرائيل بدأت من غزة، وها هي تنتقل إلى نابلس، لافتا إلى أن إسرائيل تتجنب اجتياح المدن الفلسطينية خوفا من حرب الشوارع والاستنزاف.
وفي السياق، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "نحن قلقون للغاية بشأن أعمال العنف التي شهدناها في الضفة الغربية اليوم، بما في ذلك مقتل 3 فلسطينيين في نابلس، وقتل شخص آخر في الخليل".
وأضاف دوجاريك: الأمين العام يطالب كل الأطراف بالتهدئة، كما يحث السلطات المعنية (لم يوضحها) على إجراء تحقيقات بشأن حالات الوفيات والإصابات التي وقعت خلال الأيام الأخيرة.
اغتيالات نابلس
وبدأت الأحداث عندما اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة معززة بوحدات خاصة -فجر اليوم الثلاثاء- الحارة الشرقية في البلدة القديمة بنابلس، وأعقب ذلك محاصرة منزل بناء على معلومات من الاستخبارات الإسرائيلية وصلت ليلا، تشير إلى تحصّن القائد الفلسطيني إبراهيم النابلسي ورفاقه داخل المنزل.
ثمّ طالبت القوات الإسرائيلية الخاصة النابلسي بتسليم نفسه، لكنه رفض ذلك، وتم نشر تسجيل صوتي له يوصي فيه رفاقه بمواصلة المقاومة وعدم ترك السلاح.
تلا ذلك اندلاع مواجهات لعدة ساعات بين المقاومين الثلاثة وقوات الاحتلال التي استخدمت صاروخا محمولا على الكتف لاستهدف منزل إبراهيم النابلسي.
وخلال المواجهات، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي طواقم الإسعاف من الوصول إلى المناطق القريبة من المنزل، كما أطلقت النار على إحدى سيارات الإسعاف.
وانتهت العملية بإعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتيال 3 فلسطينيين، هم: إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وحسين جمال طه، وجميعهم من قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وكان النابلسي عضوا في "كتيبة نابلس" التي تشكلت في الآونة الأخيرة، وهي تحالف من المسلحين الفلسطينيين في المدينة يضمّ أيضا مسلحين من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.
ويعدّ الشهيد النابلسي من أبرز المطلوبين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان قد نجا من عدة عمليات اغتيال شنتها قوات الاحتلال.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي -نقلا عن الشاباك- إن النابلسي مسؤول عن عمليات إطلاق نار ضد جيش الاحتلال، وإنه تم العثور على متفجرات في منزله.
تشييع الشهداء
وشيّع مئات الفلسطينيين - الثلاثاء- جثامين الشهداء الثلاثة في موكب انطلق من مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس.
وألقت عائلات الشبان الثلاثة نظرة الوداع الأخيرة عليهم، قبل أن يُقيم المشيِّعون صلاة الجنازة في دوار الشهداء وسط المدينة، ليواروا الثرى بعدها في مقبرة المدينة.
ورفع المشاركون في الجنازة العلم الفلسطيني، ورايات الفصائل، ورددوا هتافات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية، وتطالب بالرد على "جريمة اغتيالهم".
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية العملية الإسرائيلية، ووصفتها بـ"بالجريمة البشعة".
وقالت الوزارة -في بيان- إن هذه الجريمة حلقة جديدة في حرب الاحتلال المفتوحة ضد شعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه العادلة والمشروعة، وامتداد لمحاولات الاحتلال كسر إرادة الصمود والمواجهة لدى أبناء شعبنا.
في المقابل، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إن حكومة الاحتلال مستمرة في المبادرة لوضع اليد على كل من ينفذ هجمات ضد إسرائيل أو يخطط لذلك، بحسب تعبيره.
وقال قائد لواء الضفة الغربية بالجيش الإسرائيلي روعي تسافيج إن قوات الاحتلال ستواصل عملها بكل حرية في جميع مناطق الضفة الغربية وفق الحاجة، مشيرا إلى أن العملية العسكرية التي شنها الجيش اليوم في البلدة القديمة بنابلس شاركت فيها قوات من الشرطة الخاصة والجيش لاغتيال إبراهيم النابلسي.
مواجهات بالضفة
في هذه الأثناء، استشهد فتى فلسطيني وأصيب العشرات خلال مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
في المقابل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة جندي بجروح طفيفة في رأسه، جراء رشقه بالحجارة شمالي الخليل.
وأضافت الإذاعة أن إسرائيليتين أصيبتا بعد رشقهما بالحجارة من فلسطينيين قرب مستوطنة كريات أربع بالضفة.
وانطلقت مظاهرات باتجاه نقاط التماس في مدن نابلس وطولكرم والخليل ورام الله، احتجاجا على اغتيال شهداء نابلس.
وقد أعلنت حركة فتح الإضراب في كافة المحافظات حدادا، حيث أغلقت المحال التجارية لساعات في مدن رام الله والخليل وبيت لحم.
ووفق الشهود، فقد استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع؛ لتفريق المتظاهرين.
بدورهم، رشق الشبان القوات الإسرائيلية بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية.
المصدر : الجزيرة