مجلس أوروبا يلغي حملة عن حرية الحجاب بعد ضغط المتطرفين والحكومة الفرنسية
رابطة علماء أهل السنةأثارت حملة عن التنوع و"حرية الحجاب" أطلقتها منظمة مجلس أوروبا الأسبوع الماضي، جدلاً واسعاً في فرنسا، ما دفع بالقيّمين عليها إلى سحبها من التداول، الثلاثاء، بعد ضغط من باريس.
ومجلس أوروبا منظمة تعنى بسيادة القانون والحقوق الإنسانية والاجتماعية في القارة الأوروبية وأسست بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتضمّ عشرات البلدان من داخل الاتحاد وخارجه.
ورفعت الحملة التي أطلقت الخميس الفائت شعار "الحجاب يُحرِّر"، وهي تندرج في إطار برنامج مخصص لمكافحة التمييز ويموّلها الاتحاد الأوروبي.
ورغم أن الحملة مرّت من دون ذكر في الأيام الأولى على إطلاقها، إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً في فرنسا، بدءاً من الأوساط اليمينية المتطرفة ووصولاً إلى الحكومة الفرنسية، ما دفع بمنظمة مجلس أوروبا إلى سحبها الثلاثاء.
بارنييه: حملة سيّئة
- وصف ميشال بارنييه، المرشح عن الجمهوريين (يمين تقليدي) للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022، وكبير المفاوضين الأوروبيين في ملف بريكست سابقاً، الحملة بـ"غير المناسبة".
- وقال بارنييه خلال مداخلة إذاعية إنه يتمنى من أولئك الذين قدموا فكرة الحملة "السيئة" أن يذهبوا ويسألوا نساء كابول عن رأيهن، خصوصاً وأنهن "يكافحن من أجل عدم لبس الحجاب". وتابع بارنييه قائلاً "الحجاب ليست أداة لحرية النساء، إنه العكس".
إيريك زمور: جهاد إعلاني
- من جهته انتقد المرشّح المحتمل للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيريك زمّور، بعنف ما وصفه بحملة من "الجهاد الإعلاني"، وحملة "تمثل عداوةً للحقيقة". واستغل زمور، الكاتب والصحافي اليميني المتطرف، المنشور ليذكر مجدداً أن الإسلام "عدوّ الحرية".
- وزمور معروف بآرائه تجاه الإسلام والمسلمين بشكل عام، وكان وعد سابقاً إنه سيمنع إطلاق اسم محمد على المواليد الجدد في فرنسا في حال أصبح رئيساً للجمهورية الخامسة.
مارين لوبن: فضيحة
- بدورها، قالت رئيسة التجمع الوطني اليميني المتطرف (الجبهة الوطنية سابقاً) مارين لوبن، المرشحة أيضاً للانتخابات الرئاسية، إن الحملة الأوروبية المؤيدة للحجاب الإسلاموي تشكل "فضيحة وفعلاً شائناً"، خصوصاً وأنها تأتي فيما تكافح ملايين النساء حول العالم ضدّ هذا الاستعباد".
- في تعليق يحمل عداوة للمشروع الأوروبي بشكل عام، ويتوافق عليه اليمين المتطرف في أوروبا، سخر المرشح للانتخابات الرئاسية 2022، نيكولا دوبون-آنيان، من الحملة مذكراً بأن القيمين عليها ليسوا من "الإخوان المسلمين" إنما منظمة مجلس أوروبا.
- أما فاليري بيكريس، المرشحة للانتخابات الرئاسية عن الجمهوريين، ورئيسة منطقة إيل دو فرانس، عبّرت عن "ذهولها وصدمتها"، معتبرة أن الحجاب ليس رمزاً للتحرر إنما للخنوع.
مجلس أوروبا يتبرأ من الحملة
قالت منظمة مجلس أوروبا التي تتخذ من ستراسبورغ الفرنسية مقراً لها في بيان إنها سحبت التغريدات وأضافت أنها تفكر بتقديم المشروع بطريقة مختلفة.
وأشارت المنظمة إلى أن الحملة جاءت ضمن مشروع مشترك مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة التمميز، والتوعية بشأن أهمية الاختلاف وضرورة احترام التنوع ومحاربة خطاب الكراهية.
وقالت ماريا بيسينوفيتش بوريتش الأمينة العامة للمنظمة إن التغريدات التي نشرت تعكس تصريحات فردية لأحد المشاركين في إحدى ورشات العمل، ولكنها لا تمثل موقف منظمة مجلس أوروبا أو المسؤولين فيه.