المقاومة تطلق عشرات الصواريخ وإسرائيل تقصف غزة وتنفي بدء عملية برية
رابطة علماء أهل السنةتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفا جويا وبحريا وبريا غير مسبوق على قطاع غزة المحاصر، مما أوقع عشرات الشهداء والجرحى، فيما نفت قوات الاحتلال بدء عملية برية.
وأكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة أنّه لم يدخل قطاع غزّة، وذلك خلافاً لما كان أعلنه في وقت سابق ليل الخميس، متحدّثاً عن مشكلة "تواصل داخليّة".
ومع الدقائق الأولى من فجر الجمعة، بعث الجيش الإسرائيلي رسالة إلى وسائل الإعلام يقول فيها إنّ قوّات برية منه "موجودة" في قطاع غزة.
لكن بعدها أصدر "توضيحا" يُفيد بأنّه "لا يوجد جنود" في غزّة.
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية قال المتحدّث باسم الجيش إنّ "مشكلة تواصل داخليّة" قد حصلت.
وقال مراسلو الشؤون العسكرية الإسرائيلية الذين يطلعهم الجيش الإسرائيلي بانتظام على التطورات، إنه لم يكن غزوا بريا وإن القوات أطلقت نيران المدفعية من الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وأكد سكان في شمال غزة أنهم لم يروا أي علامة على وجود قوات برية داخل القطاع، لكنهم تحدثوا عن إطلاق لنيران المدفعية الثقيلة وعشرات الغارات الجوية.
استعراض
وأعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "العدو ينفذ غارات استعراضية للتدمير ولن تؤثر في قدراتنا"، فيما نقلت وول ستريت جورنال عن جيش الاحتلال بدء عملية برية في قطاع غزة.
وأضاف الناطق العسكري لكتائب القسام أن غارات العدو استعراضية وتهدف للتخريب بسبب عجزه عن مواجهة المقاومة.
وتحدثت أنباء عن بدء إسرائيل حشد قواتها حول غزة استعدادا لعملية برية محتملة فيها، وتوعدت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال في حال أقدم على توغل بري.
وتحدثت الجزيرة عن قصف إسرائيلي كثيف غير مسبوق على قطاع غزة، وقالت إن حجم الانفجارات في شمال غزة يعكس قوة الذخيرة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي، وأضاف أن أعمدة الدخان ترتفع في أكثر من مكان.
وإن عملية تمشيط نارية تجري في مناطق في شمال غزة بعد حشد جيش الاحتلال لأرتاله على حدود القطاع.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء ارتفع إلى 109 بينهم 28 طفلا و15 امرأة، فيما أصيب أكثر من 621 بجراح مختلفة.
ويعيش القطاع المحاصر في ظلام بعد انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من مدينة غزة بعد غارات إسرائيلية.
استدعاء الاحتياط
وقالت الجزيرة إن إسرائيل قررت استدعاء 16 ألف جندي احتياط، بينهم 7 آلاف جندي لدعم منظومة القبة الحديدية التي تستخدم لاعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن القرار يأتي عقب اجتماع ضم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وقائد الأركان أفيف كوخافي، وأُقر خلاله أيضا إلغاء إجازات العسكريين، وأن أرتالا من الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه قطاع غزة، وباتت على بعد كيلومتر واحد تقريبا من السياج الحدودي.
وفي مواجهة التهديد الإسرائيلي بعملية برية، قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتاب القسام، مساء أمس الخميس، إن المقاومة جاهزة لتلقين إسرائيل درسا قاسيا. وأضاف "أي توغل بري في أي منطقة بقطاع غزة سيكون فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو".
من جهته، حذر أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، من أنه في حال فكرت إسرائيل في المعركة البرية، فسيكون ذلك أقصر طريق للمقاومة كي تنتصر.
المقاومة
وردا على القصف الإسرائيلي المكثف، أطلقت الفصائل الفلسطينية عدة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، وقالت كتائب القسام إنها قصفت عسقلان وأسدود وبئر السبع وسديروت بخمسين صاروخا.
وأضافت أنها أطلقت 100 صاروخ على عسقلان رداً على استهداف المدنيين والمنشآت المدنية في قطاع غزة.
وطالب جيش الاحتلال سكان المستوطنات على مسافة 4 كيلومترات من قطاع غزة البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر.
وقالت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها وجهت ضربة صاروخية كبيرة مركزة ومتطورة باتجاه نتيفوت وسديروت وعسقلان وأسدود وغان يفنا وتل أبيب ومدن أخرى.
ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، تحدثت هي الأخرى عن قصف مستوطنة نتيفوت بصاروخين من طراز كاتيوشا.
وصرحت كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأنها أطلقت صواريخ على مدن ومستوطنات إسرائيلية.
اعتداء على مسيرات
بالتزامن مع هذه التطورات العسكرية، اعتدت قوات الاحتلال فجر الجمعة، على مشاركين في مسيرات ليلية خرجت بشكل عفوي في عدد من مدن الضفة الغربية؛ تضامنا مع المسجد الأقصى وقطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف منذ الاثنين الماضي. وخرجت المسيرات في مدن نابلس وطولكرم وجنين شمالي الضفة، ورام الله (وسط) والخليل وبيت لحم (جنوب).
ففي مدينة نابلس، شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة انطلقت من مركز المدينة إلى البلدة القديمة. وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن عشرات من المشاركين في المسيرة توجهوا إلى حاجز "حوارة" العسكري الإسرائيلي جنوب المدينة، وهناك اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز.
وفي جنين، شارك المئات في وقفة بوسط المدينة، ورددوا شعارات مناهضة للاحتلال، ثم توجهوا إلى حاجز الجلمة الإسرائيلي شمالي المدينة؛ حيث اندلعت مواجهات استخدم خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي، وفق نشطاء.
ووسط الضفة الغربية، شارك العشرات في وقفة على دوار المنارة وسط المدينة منددين بالعدوان الإسرائيلي.
وجنوبي الضفة، نظم المئات وقفة تضامنية وسط مدينة الخليل، في حين انطلق عشرات الشبان في مسيرتين من مخيم العروب وبلدة بيت أمر شمالي المدينة نحو نقاط التماس مع قوات الاحتلال.
وانتهت مسيرة الخليل بمواجهات في منطقة "باب الزاوية" وسط المدينة؛ حيث نقطة تمركز لجيش الاحتلال، في حين انتهت مسيرتا العروب وبيت أمر إلى مواجهات مع الاحتلال على حاجزين عسكريين على مدخليهما استخدم خلالهما الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي. كما انضم المئات إلى مسيرة عفوية خرجت وسط مخيم الدهيشة جنوبي مدينة بيت لحم.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية (غير حكومية) إنها تتعامل، الخميس، مع 139 إصابة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في القدس وعدة مدن بالضفة الغربية.