أفغانستان.. طالبان تتقدم في باغلان والتحالف يسلم ثالت قاعدة عسكرية للقوات الأفغانية
رابطة علماء أهل السنةتسلم الجيش الأفغاني 3 قواعد عسكرية من قوات التحالف الدولي، التي بدأت بسحب قواتها من أفغانستان، بينما سيطرت حركة طالبان على مقر مديرية بوركه في ولاية باغلان (شمالي البلاد).
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأفغانية للجزيرة إن القوات الألمانية سلمت قاعدة "مايك أسبين" العسكرية في ولاية بلخ (شمال) البلاد للقوات الأفغانية.
يذكر أن قاعدة مايك أسبين تعد القاعدة الثانية من نوعها، التي سلمتها القوات الألمانية إلى القوات الأفغانية.
وكان الجيش الأميركي أعلن أنه أعاد إلى القوات الأفغانية قاعدة "كمب أنتونيك" في ولاية هلمند (جنوب)، التي تعتبر معقلا لحركة طالبان، موضحا أن الجيش الأميركي أكمل ما بين 2% و6% من عملية الانسحاب.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، إنها "ملتزمة بسحب القوات الأميركية بشكل آمن ومنظم من أفغانستان".
وأضاف البنتاغون -في بيان رسمي- أنه مدد مهمة حاملة الطائرات "أيزنهاور" (Eisenhower) في المنطقة للتأكد من أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان آمن ومنظم.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تف بالموعد المتفق عليه في محادثات أجرتها مع طالبان العام الماضي، والذي حل 1 مايو/أيار الجاري، فقد بدأت بالفعل في الانسحاب.
وأعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أنها سحبت حمولة نحو 60 طائرة شحن من طراز "سي-17" (C-17) من أفغانستان منذ قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب. وأضافت أنها نقلت 1300 قطعة من المعدات إلى وكالة الدفاع اللوجستية لإتلافها.
ومع استكمال العملية التي بدأت منذ أشهر، سيتولى الجيش الأفغاني وحده مسؤولية التصدي لحركة طالبان، التي باتت تسيطر أو تتحدى سلطات كابل على أكثر من نصف الأراضي الأفغانية.
تصاعد العنف
وفي سياق متصل، أعلنت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، أن مقاتليها سيطروا على مقر مديرية بوركه في ولاية باغلان (شمالي أفغانستان).
من جانبه، قال مصدر أمني بوزارة الدفاع الأفغانية للجزيرة إن القوات الحكومية انسحبت من مقر مديرية بوركه، لأسباب لوجستية وفنية نافيا سقوط المديرية في يد مسلحي طالبان.
ونقلت قناة "طلوع نيوز" المحلية عن مصادر أمنية (لم تسمها) قولها إن المسؤولين المحليين نقلوا مكاتبهم إلى أماكن أخرى في مقاطعة بوركه بعد سيطرة طالبان على أنحاء من المقاطعة.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم شرطة الولاية، جويد بشارات، وقوع الحادث قائلا "القوات الأمنية قامت بتراجع تكتيكي، وتستعد لشن عمليات في المقاطعة".
وفي ولاية هلمند، أفاد مسؤولون أفغان أن طائرات حربية أميركية تدعم القوات الأفغانية في صد هجوم كبير لطالبان جنوب البلاد توازيا مع استمرار انسحاب الجيش الأميركي؛ لكن المتمردين سيطروا مع ذلك على منطقة شمال البلاد.
وقال المسؤول الحكومي المحلي، عتيق الله، إن "الضربات الجوية الأميركية المكثفة على مواقع طالبان منعتهم من التقدم باتجاه عسكر جاه (عاصمة ولاية هلمند)".
بدوره، أكد رئيس مجلس ولاية هلمند، عطاء الله أفغاني، أن قوات طالبان حققت تقدما؛ لكن القوات الحكومية، استعادت بعض المناطق.
واندلع قتال عنيف في ولاية هلمند الجنوبية منذ نهاية الأسبوع، تزامنا مع بدء الجيش الأميركي رسميا سحب قواته المتبقية من أفغانستان.
وفي سياق مواز، قال مسؤول أمني أفغاني للجزيرة إن قتيلا و3 جرحى سقطوا في تفجير عبوة ناسفة استهدف حافلة تقل أطباء (شمالي العاصمة الأفغانية كابل).
وتصاعد القتال بشدة في الأسابيع القليلة الماضية، وقال مسؤولون أفغان إن طالبان كثفت هجماتها منذ أن أعلنت واشنطن الشهر الماضي اعتزامها سحب جميع قواتها من البلاد بحلول 11 سبتمبر/أيلول.
وتقول الحكومة الأفغانية إنها سجلت أكثر من 100 هجوم لطالبان على قوات الأمن ومنشآت حكومية أخرى في 26 من أقاليم البلاد، وعددها 34، خلال الساعات الـ24 الماضية.
القائمة السوداء
سياسيا، شددت حركة طالبان على أن عدم شطب أسماء قادتها من القائمة السوداء يشكل عقبة أساسية أمام حل القضية الأفغانية ونجاح المفاوضات.
وأكدت الحركة أن منتدى "الترويكا" الموسع أكد في بيان تأييد شطب هذه الأسماء، واعتبرها خطوة مفيدة في المفاوضات.
ودعت الحركة الأمم المتحدة والأطراف الأخرى إلى الكف عن الإصرار على وجود هذه القائمة إذا كانت مهتمة بحل القضية الأفغانية.
المصدر : الجزيرة + وكالات