أوروبا ... الحرب على النقاب ... أم الحرب على الإسلام؟
رابطة علماء أهل السنةواصلت أوروبا مدفوعة بحمّى الإسلاموفوبيا، هجومها على الإسلام والمسلمين، والذي تمثل في صور متنوعة.
فبعد مهاجمة الحكومة الفرنسية الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلّم، ثم إغلاق المساجد والمدارس بشكل عشوائي، ثم اعتقال بعض الرموز الإسلامية من قبل الحكومة النمساوية، وتعيين أئمة في ألمانيا دربتهم حكومة الحزب المسيحي الذي ترأسه المستشارة ميركل، بمساندة الطغاة العرب (بن زايد-السيسي)، ومؤخرا، صدر قرار بحظر تغطية الوجه والنقاب بالأماكن العامة، في سويسرا التي منعت قبل أعوام بناء مآذن المساجد، وعبرت الحكومة السويسرية عن انحيازها للتصويت على استفتاء ينحاز بفارق ضئيل مقداره 1.2 % من الوصول لوسط قضية اجتماعية يؤيد بقاءها، نحو 48.8% من المصوتين السويسريين.
بدأت فرنسا حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة في عام 2011م، بينما فرضت هولندا والدنمارك والنمسا وبلغاريا حظرًا كليًا أو جزئيًا على ارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة.
ويُمنح الشعب السويسري رأيًا مباشرًا في شؤونه الخاصة في ظل نظام الديمقراطية المباشرة في البلاد، حيث تتم دعوتهم بانتظام للتصويت على مختلف القضايا في الاستفتاءات الوطنية أو الإقليمية.
الحكومة في سويسرا قالت تعقيبا على قرار يحظر تغطية الوجه بما يشمل ذلك النقاب -غير معلوم إن كان يشمل أقنعة كورونا من عدمه-: "نحن سعداء، لا نريد إسلاما راديكاليا في بلادنا".
على الرغم من أن الحكومة السويسرية جادلت ضد الحظر، قائلة إنه "ليس من اختصاص الدولة أن تملي ما ترتديه النساء".
التصويت الذي جرى الأحد الماضي قدم مقترحه "حزب الشعب السويسري اليميني المتطرف (SVP) الذي أطلق حملته بشعارات مثل "أوقفوا التطرف".
مواقف معارضة
بالمقابل، اعتبر المجلس المركزي للمسلمين في بيان أن "قرار "حظر النقاب" يفتح جروحًا قديمة ويوسع مبدأ عدم المساواة القانونية، ويرسل إشارة واضحة على استبعاد الأقلية المسلمة"، مضيفًا أنه سيطعن في القرار أمام المحكمة. ولفت "المجلس" إلى أن القرار "يوم أسود" بالنسبة للمسلمين.
المثير للدهشة أن بحثا ميداينا استقصائيا، أجرته جامعة لوسيرن (الألمانية)، قال: "لا أحد تقريبًا في سويسرا يرتدي البرقع، وحوالي 30 امرأة فقط يرتدين النقاب، وأن حوالي 5٪ من سكان سويسرا البالغ عددهم 8.6 مليون نسمة مسلمون، معظمهم من تركيا والبوسنة وكوسوفو".
وقالت سانيجا أميتي، وهي عضوة في الجالية المسلمة في سويسرا، ل"بي بي سي" إن الحملة – وتصوير النساء المسلمات في الملصقات – كانت مزعجة. وأضافت": "الكثير من المسلمين في سويسرا سيشعرون بالإهانة وليسوا جزءًا من هذا المجتمع، ويدفعون إلى الزاوية التي لا ينتمون إليها. وقالت: "نحن لا نبدو مثل هؤلاء النساء في الصور، نحن فقط لا نبدو.. ومع ذلك، أيد آخرون في الجالية المسلمة الحظر"، بحسب هيئة الاذاعة البريطانية.
ومن هؤلاء الذين أشارت "بي بي سي" إلى تأييدهم الإمام مصطفى مميتي، من مدينة برن، فقال إنه يعتقد أن الدافع وراء الحملة "ربما كان معاداة الإسلام". لكنه قال إنه يؤيد الحظر على أي حال لأنه يمكن أن يساعد في تحرير النساء المسلمات في سويسرا.
وقبل التصويت، وصف والتر ووبمان، رئيس لجنة الاستفتاء والنائب النائب الأول للرئيس، غطاء الوجه الإسلامي بأنه "رمز لهذا الإسلام السياسي المتطرف الذي أصبح بارزًا بشكل متزايد في أوروبا والذي لا مكان له في سويسرا". مدعيا "تقليدنا في سويسرا هو أن تظهر وجهك. هذه علامة على حرياتنا الأساسية". متجاهلا أن جائحة كورونا فرضت على الجميع تغطية أنصاف وجوههم كالنقاب تماما، فلماذا لا يجري حظره؟ ولماذا لم يعتبروه مجرد حرية شخصية دون تدخل من الدولة في لبس النساء كما يفعلون مع العاريات والعاهرات؟!