سوريا.. 282 ألف نازح عادوا لمنازلهم منذ وقف النار في إدلب
رابطة علماء أهل السنةعاد قرابة 282 ألف نازح سوري إلى مناطقهم في ريفي إدلب وحلب شمالي سوريا، بعد أن نجح اتفاق لوقف إطلاق النار تم الإعلان عنه في 5 مارس/آذار 2020، بتحقيق "حالة أمان نسبي" في المنطقة.
ويوافق اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الأولى لإعلان الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بإدلب، بدأ سريانه في اليوم التالي.
** العائدون بحاجة للمساعدة
و قال مدير فريق "منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري"، محمد حلاج، إنه مع توقف العمليات العسكرية للنظام السوري و حلفائه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ المدنيون بالعودة إلى بيوتهم التي نزحوا منها.
وأضاف حلاج: "نحو 282 ألفا و544 مدنيا عادوا إلى منازلهم في ريفي حلب وإدلب بعد اتفاق وقف إطلاق النار".
ولفت إلى أن العائدين إلى ديارهم ما زالوا بحاجة إلى مساعدات من المنظمات الإنسانية.
وذكر أن القذائف غير المنفجرة التي أطلقتها قوات النظام السوري، تشكل واحدة من أهم المشاكل التي تواجه العائدين إلى مناطقهم الأصلية في ريفي حلب وإدلب.
وتوقع حلاج، أنه في حال استمر سريان وقف إطلاق النار عودة مزيد من المدنيين إلى بيوتهم، دون أن تتوفر إحصائية دقيقة لإجمالي أعداد النازحين الذين لم يعودوا بعد لمناطقهم.
وأشار إلى أنه لم تحدث أي عودة إلى المناطق التي سيطر عليها النظام في المنطقة ذاتها قبيل وقف إطلاق النار.
** الجنود الأتراك منحونا الأمان
النازحة ناهدة هنداوي من منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، عادت إلى بيتها وأرضها الزراعية بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت هنداوي، إن قصف النظام وحلفائه دفعها إلى مغادرة بيتها، حيث تعرضت بلدتها لقصف شديد.
وأضافت أن "اتفاق وقف إطلاق النار وتمركز الجنود الأتراك في المنطقة أسهم في إيقاف القصف الجوي وأتاح لنا العودة وحصاد محاصيلنا الزراعية".
من جانبه، وصف النازح العائد إلى بلدة جبل الزاوية، أحمد فتوح، الوضع الأمني في المنطقة بأنه "مقبول"، معربا عن أمله في أن لا يضطر إلى النزوح مرة أخرى من بلدته.
وتابع فتوح: "عدت إلى منزلي بعد أن دخل الجيش التركي إلى المنطقة ووفر الأمان فيها".
وذكر أن "قوات النظام مازالت تستهدف المنطقة بشكل متفرق، إلا أن الوضع حالياً مقبول".
وشدد فتوح، على أنه "لا يمكن الاعتماد على روسيا ووعودها فهي لا تتحلى بالمبادئ ولا يؤمن جانبها"، مؤكدا أن "سكان المنطقة يعتمدون في وجودهم على الله أولا ثم الجيش التركي".
المواطن السوري "أبو كنان" هو الآخر عاد إلى منزله في ريف إدلب الجنوبي، لكنه لا يخفي، في حديثه للأناضول، قلقه من أن تعود قوات النظام لشن هجماتها على المنطقة أو تنفيذ عمليات عسكرية فيها.
وخلال السنوات الماضية نزح ملايين المدنيين إثر قصف النظام السوري مدنهم شمالي البلاد، إلى المناطق القريبة من الحدود التركية السورية في إدلب، حيث اضطرت مئات آلاف العائلات للسكن في خيام بعد ما عجزت عن تأمين بيوت تؤويهم.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران، التوصل إلى اتفاق على إقامة "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة، تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار بإدلب، أحدثها في يناير/ كانون الثاني 2020، إلا أن قوات النظام وداعميه واصلت هجماتها على المنطقة، قبل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس الماضي، ليبدأ سريانه باليوم التالي.
ووفق الاتفاق فإنه تم إطلاق دوريات تركية وروسية، على امتداد طريق "إم 4" (طريق دولي يربط محافظتي حلب واللاذقية) بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور، مع احتفاظ تركيا بحق الرد على هجمات النظام السوري.
ورغم أن الاتفاق حال دون إطلاق عملية عسكرية واسعة على المنطقة، إلا أن النظام وحلفائه واصلوا استهداف المنطقة بالقصف بشكل متفرق بين الحين والآخر.