عقب اجتماع أوروبي.. ألمانيا تحث على مواصلة الحوار مع تركيا واليونان تطالب بإجراءات وأردوغان يحذر من العمى الإستراتيجي
رابطة علماء أهل السنةأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الاثنين ضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا، في حين وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة للأوروبيين، طالبهم فيها بالتخلص مما وصفه بالعمى الإستراتيجي.
وقال ماس -في تصريحات صحفية أدلى بها عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل- إن قمة قادة الاتحاد يومي الخميس والجمعة ستبحث مستجدات العلاقات مع تركيا.
وأضاف نعتقد بضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا من حيث المبدأ، مشيرا إلى أن جهود ألمانيا لم تفلح بعد في تحقيق توافق بين اليونان وقبرص الرومية من جهة وتركيا من جهة أخرى (حيال البحر المتوسط).
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يحصل إجماع بين أعضائه حول كيفية الرد على تحركات تركيا شرقي المتوسط.
وفي وقت سابق، قال ماس إن ألمانيا حاولت إقامة حوار بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لكن أزمة شرقي المتوسط شهدت العديد من الاستفزازات والتصعيد بين اليونان وتركيا. وأضاف "لهذا السبب، سنتحدث عن أي العواقب ينبغي علينا أن نفرضها".
وبحث وزراء الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين الوضع في شرق المتوسط، والعلاقة مع تركيا، ولكنه لم يكن متوقعا أن يتخذ الوزراء قرارات في اجتماعهم اليوم، بل سيتركون ذلك لقمة يعقدها يوم الخميس المقبل زعماء الاتحاد، الذين طلبوا من تركيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي التوقف عن التنقيب في المياه المتنازع عليها شرقي البحر المتوسط.
وقال مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عقب مباحثات أوروبية إنهم لم يشاهدوا تغييرا في سلوك تركيا في شرقي المتوسط، وأضاف "تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة والعلاقات عبر الأطلسي وجهان لعملة واحدة".
اليونان تطالب الأوروبيين بإجراءات
من جهة أخرى، قال وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس اليوم الاثنين إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراء بشأن سلوك تركيا "المشين"، مضيفا أن أنقرة تقاعست عن الرد على بوادر حسن النية التي أبداها الاتحاد الأوروبي.
وناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين إذا كانت هناك أسس لفرض عقوبات على تركيا الضالعة في نزاع مع عضوي الاتحاد الأوروبي اليونان وقبرص حول الحقوق البحرية في البحر المتوسط.
ومن المقرر أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي الأمر في قمة ستعقد يومي 10 و11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وذلك بعد تحذيرات سابقة تم توجيهها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أن العقوبات اختيار مطروح.
تحذير ليبي من مخاطر التوتر بالمتوسط
وبالتوازي مع الحراك الأوروبي، ومطالب اليونانيين بالضغط على تركيا؛ حذر وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد الطاهر سيالة من أن التوتر شرقي المتوسط ينذر بالانجرار إلى صدامات، متهما بعض الدول بتأجيج الوضع لاعتبارات سياسية وانتقامية، محذرا من الانزلاق إلى صدامات واشتباكات.
ودعا سيالة -عقب لقاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأنطاليا- جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والابتعاد عما وصفها بلغة التهديد والوعيد، والجلوس فورا إلى طاولة الحوار من دون شروط مسبقة، والامتثال للقانون الدولي البحري.
وقال سيالة إن المذكرة البحرية الليبية التركية ليست موجهة ضد أي دولة، ولا تمس بأي حال من الأحوال حقوق الآخرين.
ملفات عديدة
وهدأت التوترات عندما أعادت تركيا سفينة التنقيب "عروج ريس" إلى موانئها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن مسؤولين ودبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قالوا إن قضايا عديدة تتعلق بليبيا وسوريا وروسيا والوضع داخل تركيا شددت مواقف الاتحاد الأوروبي إزاء أنقرة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قوله "ليس لدي علم بأي حكومة في الاتحاد تتحدى وجهة النظر القائلة إن الوضع أسوأ مما كان عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإنه يجب على الزعماء أن يفكروا في العواقب". وتابع "طالبنا بتغيير ولم يتحقق".
وزير خارجية ألمانيا: أزمة شرقي المتوسط شهدت العديد من الاستفزازات وينبغي بحث عواقبها (رويترز)
ويقول الاتحاد الأوروبي إن سفن التنقيب والمسح التركية واصلت العمل في المياه المتنازع عليها مع اليونان وقبرص.
والأسبوع الماضي، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال تركيا إلى التوقف عن ممارسة لعبة "القط والفأر"، من خلال تقديم تنازلات تتراجع عنها بعد ذلك، حسب تعبيره.
العمى الإستراتيجي
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في التخلص مما وصفه بالعمى الإستراتيجي بشرق المتوسط.
وأضاف أنه لا ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتصرف وفق أهواء اليونان والشطر اليوناني من قبرص، مشيرا إلى أن تركيا لا تسعى للتصعيد في شرق المتوسط، بل تعمل على حلّ الخلافات بالتعاون وبشكل عادل.
ودعا إلى الابتعاد عن سياسة الإقصاء، وإلى جمع كافة الفاعلين في المنطقة على طاولة المفاوضات. ولفت إلى أن أنقرة اقترحت من قبل تنظيم مؤتمر تشارك فيه جميع البلدان المطلة على المتوسط، بما فيها الشطر التركي من قبرص، مؤكدا أن هذا المقترح ما زال قائما.