ليبيا ... القوات الحكومة تبدأ عملية تحرير قاعدة الوطية الجوية
رابطة علماء أهل السنةبدأت قوات الحكومة الليبية، الثلاثاء، عملية عسكرية لتحرير قاعدة "الوطية" الجوية غرب طرابلس، بعد أيام من محاصرتها.
وقد مهدت المدفعية الثقيلة الطريق للقوات البرية لاقتحام القاعدة، حيث صارت الاشتباكات حاليًا قريبة جدا منها.
والمتوقع أن تكون عملية السيطرة على القاعدة سهلة، لأن القوة الموجودة داخلها قليلة، وأغلبها انسحبت منها خاصة بعد الضربات الجوية التي تلقتها خلال الأيام الماضية.
وسبق عملية التحرير تمهيد نيراني موسع، حيث شن سلاح الجو الليبي عدة غارات على القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرح في كلمة متلفزة الإثنين، أن "أنباء سارة جديدة من ليبيا ستردنا بإذن الله قريبا"، مؤكدا أن "أمن ليبيا وسلامة ورخاء شعبها هو مفتاح الاستقرار في كامل منطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط".
ونهاية أبريل/ نيسان الماضي، قال الناطق باسم قوات الحكومة الليبية محمد قنونو، إن "الوطية" أخطر القواعد التي يستخدمها المتمردون في عدوانهم على العاصمة، وعملت الدول الداعمة لحفتر على أن تكون قاعدة إماراتية، على غرار قاعدة الخادم بالمرج (شرق).
وأضاف قنونو آنذاك أن "معظم الطائرات النفاثة والمسيرة أقلعت، في بداية العدوان على طرابلس، من هذه القاعدة، التي تحولت إلى غرفة عمليات رئيسية غربية لحفتر، بعد تحرير مدينة غريان (جنوب طرابلس)، لذلك كان تعطيل القاعدة من أولوياتنا".
و"الوطية"، (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، هي آخر تمركز عسكري هام تملكه مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، في المنطقة الممتدة من غرب طرابلس إلى الحدود التونسية، وإن لم تسيطر عليها قوات الحكومة الليبية، فستشكل دوما تهديدا قويا على مدن الساحل الغربي.
وتكمن خطورة قاعدة الوطية، في موقعها المحصن طبيعيا، حيث شيدها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) في منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية، وأقرب منطقة مأهولة تبعد عنها 25 كلم.
كما تمتاز القاعدة بمساحة كبيرة تبلغ نحو 50 كلم مربعا، ولها خط إمداد عبر طرق وعرة نحو بلدة الرجبان ومدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) بالجبل الغربي، ومنه نحو الجنوب أو شرقا باتجاه قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، التي تستخدم نقطة إمداد وتحشيد رئيسية لمليشيات حفتر، وتربط بين قواعدها في شرق البلاد وغربها.