بلجيكا تتراجع عن دعوة خبير في معاناة أطفال فلسطين للحديث أمام مجلس الأمن الدولي
رابطة علماء أهل السنةنيويورك – “القدس العربي”: تراجعت بلجيكا التي ترأس مجلس الأمن الدولي لشهر شباط/فبراير الحالي، عن دعوة السيد براد باركر، الخبير الدولي في معاناة الأطفال ومسؤول السياسة والتعبئة في “المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال- فلسطين”، والذي تلقى دعوة رسمية من وزارة الخارجية البلجيكية، كما جاء في رسالة بعثها لـ”القدس العربي”.
وكان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة عادية مفتوحة صباح الثلاثاء ليستمع إلى تقرير من الممثل الخاص للأمين العام في الأرض الفلسطينية المحتلة، نيكولاي ملادينوف، ويستمع بعدها لشهادة من السيد براد باركر حول معاناة أطفال فلسطين في الأرض الفلسطينية المحتلة. إلا أن الرئاسة البلجيكية للمجلس قررت بعد الاستماع لإحاطة ملادينوف أن تغلق الجلسة وتحولها إلى جلسة مشاورات غير رسمية دون إبداء أية أسباب.
يقول باركر في الرسالة: “في الشهر الماضي، تلقيت دعوة من حكومة بلجيكا كخبير في حقوق الطفل لإطلاع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك على كيفية تأثير النزاع المسلح على الأطفال الفلسطينيين. لقد كانت فرصة كبيرة لنشرح وجهة نظرنا. لكن بمجرد إبلاغ الدبلوماسيين الإسرائيليين بحضوري، ضغطوا على بلجيكا لإلغاء الدعوة”.
وتتابع الرسالة: “قام بعدها المسؤولون الإسرائيليون والمنظمات اليمينية، مثل منظمة مونيتور”Monitor” القريبة من اللوبيات الإسرائيلية، والمعنية بمراقبة أنشطة المنظمات غير الحكومية، بشن حملة تضليل سياسي وإعلامي منظمة جيدا وقوية للضغط على بلجيكا لحملها على إلغاء الدعوة وهذا ما حدث”.
ويقول السيد باركر في رسالته: “بعد ذلك، وقبل أربعة أيام من موعد الجلسة التي كانت مقررة يوم الثلاثاء 25 شباط/فبراير، تلقيت مكالمة هاتفية في الصباح الباكر لإبلاغي بأن بروكسل قررت تغيير طبيعة جلسة مجلس الأمن من جلسة مفتوحة إلى جلسة مغلقة – وهذا يعني أنني لم أعد مشاركا”. ويضيف الخبير الدولي بأن منظمتة تتعرض باستمرار للهجوم والتشويه بشكل متزايد من المسؤولين الإسرائيليين والعديد من الوزارات الإسرائيلية وشبكة من القوى الاجتماعية القومية المحافظة المتصاعدة في إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا. وتؤكد الرسالة أن حملات التضليل تلك تستهدف عمل المنظمة الإنساني وتعمل على تشويهها ووقف انتشارها، وبالتالي تشويه سمعة القائمين عليها من أجل تخريب نشاطها الإنساني في الدفاع عن أطفال فلسطين.
وتضيف الرسالة: “فبدلاً من مطالبة القوات الإسرائيلية بالكف عن قتل الأطفال الفلسطينيين المحتجين في غزة أو وضع حد للمعاملة السيئة لأطفال الفلسطينيين المحتجزين، يقوم هؤلاء الممثلون باختلاق ونشر معلومات مغلوطة عنا في محاولة لإسكاتنا. إنهم لا يريدون أحدا أن يتحدى الإفلات من العقاب. إنهم يريدون إسكات العمل المشروع في مجال حقوق الإنسان وانتقاد السياسات والإجراءات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين”.
ويؤكد السيد باركر في نهاية الرسالة أن المعركة ضد هذه الحملات والهجمات المضللة هي معركة طويلة ومتعبة وأن منظمته الإنسانية لن تتوقف عن كشف الحقيقة والدفاع عن الأطفال الفلسطينيين.
وتأسست المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال (DCI)، كمنظمة غير حكومية، عام 1979 ، بهدف “تعزيز وحماية حقوق الأطفال وفقًا للمعايير الدولية”. وقد أنشأت لها فرعا في فلسطين عام 1991 تحت اسم المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال – فلسطين (DCIP) وتعمل على تطوير برامجها الخاصة بشكل مستقل في ما يتعلق بمراقبة أوضاع الأطفال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وتضم المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال حاليًا 45 فرعا حول العالم وأمانة دولية في جنيف. وتتمتع المنظمة DCI بمركز استشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة واليونيسيف واليونسكو ومجلس أوروبا.