الأحد 24 نوفمبر 2024 03:07 صـ 22 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار مصر

    مصر ... الشعب ينتفض ضد السيسي

    رابطة علماء أهل السنة

    تظاهر مواطنون مصريون مساء الجمعة، في معظم الميادين الرئيسية بكل محافظات مصر، خاصة ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، رمز الثورة، ضد زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وسط أنباء عن توقيفات طالت عددا منهم.

    وقد شملت المظاهرات عددا من المحافظات المصرية، بينها القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس والغربية والدقهلية والقليوبية وبني سويف والشرقية والغربية ودمياط، وكان زخمها الأكبر في القاهرة والإسكندرية والسويس.

    وللمرة الأولى منذ سنوات وصل المتظاهرون إلى عدد من الميادين الرئيسة في محافظات مصر، من أبرزها ميدان التحرير الذي حرصت السلطات المصرية خلال السنوات الماضية على إبقائه مفتوحا أمام السيارات ومغلقا أمام المظاهرات، لما له من رمزية ودور في إذكاء جذوة الثورة بنفوس شباب مصر، وما يرتبط به من ذكريات ثورة 25 يناير 2011.

    كان الشعار الأبرز للمظاهرات هو "ارحل يا سيسي"، كما ردد المحتجون هتافات أخرى من قبيل "قول ما تخافشي، الخاين لازم يمشي"، و"ارحل، ارحل"، في إشارة إلى السيسي، وهي هتافات كانت قد ميزت ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود في السلطة.

     اتسم تعاطي قوات الأمن مع المحتجين بالتفاوت، ولكنه لم يكن بالعنف المتوقع، حيث أطلق قنابل الغاز المدمع لتفريق مظاهرة في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، وأغلق الطرق المؤدية إلى الميدان. وشن حملة اعتقالات عشوائية في الميدان،  وكان الأمن قد قام بإغلاق المحلات والمقاهي في محيط ميدان التحرير والشوارع الجانبية المطلة عليه.

    ورغم تدخل الأمن لفض بعض التظاهرات واعتقال محتجين، فإنه كان من اللافت، حديث شهود عيان، أن ضباطا وعناصر أمن بعثوا رسائل طمأنة للمتظاهرين بل شجعوهم على التظاهر وهو ما فهم منه المتظاهرون وبعض المراقبين احتمال وجود خلاف داخل دوائر نظام عبد الفتاح السيسي ودعم بعض تلك الدوائر للمظاهرات.

    وقد جاء الحراك الجديد وفي مقدمته مظاهرات الجمعة استجابة لدعوة من الفنان المقاول محمد علي الذي اعتبر أنها حققت أول أهدافها، وهو كسر حاجز الخوف بعد سنوات من القمع، على حد قوله.

    وقد وجه محمد علي رسائل بعد خروج المظاهرات تعهد فيها بخطوات لاحقة، ودعا وزير الدفاع الفريق محمد زكي إبراهيم إلى إلقاء القبض على السيسي حقنا لدماء المصريين.

    وأكد أنه إن لم تتم تنحية السيسي واعتقاله فإنه سينزل بنفسه إلى القاهرة، محملا وزير الدفاع المصري تبعات ما قد يحصل، على حد قوله.

    وتصدر وسم "ميدان_التحرير" قائمة الترند في مصر على وسائل التواصل الاجتماعي، وحل في المرتبة الأولى عالميا، كما حل وسم #ارحل_يا_سيسي في المرتبة الثانية على قائمة الترند في مصر.

    ووصل عدد التغريدات في تويتر على وسم ميدان التحرير مع ساعات الفجر الأولى إلى نحو سبعمئة ألف تغريدة.

    ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الحكومة المصرية بشأن هذه التظاهرات اللافتة وغير المسبوقة منذ سنوات.

    حيث تراوح تعاطي وسائل إعلام النظام المصري مع المظاهرات، بين التجاهل التام والتناول الحذر.

    وظلت قناة "دي أم سي" المملوكة للمخابرات تذيع أغاني حماسية للمطرب الإماراتي حسين الجسمي أثناء اندلاع المظاهرات في ميدان التحرير وسط القاهرة والمناطق المحيطة به.

    ويبدو أن القائمين على أمر وسائل الإعلام -وكثير منهم منتمون لعصر نظام مبارك- قد تعلموا درس ثورة 25 يناير 2011 ولم يعودوا لتصوير النيل بدلا من ميادين التظاهر، فانتظروا حتى جرى فض الميدان بالقوة ثم صوروه.

    والأمر نفسه قامت به قناة "سي بي سي" التي ظلت تتجاهل المظاهرات حتى منتصف الليل وطرد المتظاهرين، وفي الأثناء قامت ببث فيديوهات لمطربين وفنانين يؤكدون ولاءهم للرئيس عبد الفتاح السيسي.

    غاب رموز ثورة يناير عن مظاهرات الـ20 سبتمبر، فأغلب رموز ثورة 2011 إما سجين أو طريد أو تحت إقامة جبرية، وكان أغلب المشاركين في المظاهرات الجديدة من الفتيان والشباب.

    و يؤكد مراقبون أن مظاهرات أمس وإن لم تصل بعد في زخمها وقوتها إلى ثورة شعبية، إلا أنها كسرت حاجز الخوف وجدار الصمت الذي بناه نظام السيسي خلال السنوات الماضية ومنع المصريين من الخروج إلى الشارع وحتى من التعبير العلني عن مواقف مناهضة للنظام.

    ونقل ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وقنوات معارضة للنظام تبث من الخارج، مقاطع فيديو قصيرة تظهر تواجد أعداد من المصريين في ميدان التحرير، وعدة ميادين وسط هتافات ضد السيسي.

    ونقلت المصادر ذاتها، مقاطع أخرى من "ميدان طلعت حرب" الشهير وسط القاهرة، وكذلك من إحدى ميادين مدينة المحلة العمالية الشهيرة شمالي البلاد، والشرقية (دلتا النيل/ شمال)، والإسكندرية (شمال)، والسويس (شمال شرق).

    وقالت المصادر ذاتها، إن هناك توقيفات طالت بعض المتظاهرين خلال التظاهرات التي تحدث لأول مرة منذ سنوات وتهتف ضد السيسي، لاسيما بميدان التحرير الذي تعود شهرته لثورة يناير/ كانون الثاني 2011، والذي ساهم في إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما من حكمه.

    ووفق شاهد عيان، فقد شهد ميدان التحرير والطرق المؤدية إليه في وقت متأخر من مساء الجمعة، كر وفر بين محتجين والأمن المصري، الذي أطلق قنابل للغاز مسيلة للدموع لتفريقهم، قبل أن تهدأ الأوضاع.

    وأوضح الشاهد، أن التحرير والشوارع المؤدية لها يشهد حاليا في الساعة الأولى من صباح السبت، تواجدا أمنيا كبيرا يقوم بعضه بحملة تفتيشات بخلاف التوقيفات التي تمت خلال الكر والفرّ.

    وحتى الساعة 22:00 (ت.غ)، بات هاشتاغ (وسم) #ميدان_التحرير، الأول تداولا على تويتر في مصر والثالث عالميا بعد وقت من حديث المعارضة عن انطلاق تظاهرات وسط القاهرة.

    وتحت الهاشتاغ كتب مغردون عبارات مناهضة لزعيم الانقلاب المصري.

    فيما قالت وسائل إعلام محلية، قبل ساعات من انطلاق تلك التظاهرات، إن سلطات الأمن ألقت القبض على ضياء سعد الكتاتني، نجل رئيس مجلس الشعب المصري السابق المحبوس حاليا، من أحد شوارع مدينة 6 أكتوبر غربي العاصمة بتهمة التجهيز لتظاهرات.

    غير أن حسابات مؤيدة للسيسي، عبر منصات التواصل قالت إن تلك الفيديوهات مفبركة والتظاهرات سابقة منذ سنوات ولا تظاهرات حالية.

    قبل أن يعود البعض الآخر ويؤكد وجود التظاهرات للاحتفال بفوز نادي الأهلي بكأس السوبر المحلي، وليس للتظاهر ضد الرئيس، وأن أصوات هتافات معارضة تم تركيبه بديلا عن صوت الاحتفال.

    وقالت صحيفة "اليوم السابع" المحلية المؤيدة للنظام، إن الهدوء خيّم على ميدان التحرير، متهمةً القنوات بـ"فبركة الفيديوهات".

    بينما أقر عمرو أديب، الإعلامي المقرب من النظام عبر برنامجه "الحكاية" على قناة "ام بي سي" المصرية، بخروج تظاهرة محدودة للغاية هتفت ضد الرئيس.

    وقال إنه "بعد المباراة (السوبر المصري) نزلت مجموعة ناس في التحرير مكونة من 30 -40 هتفوا هتافين، وصورا فيديو لمدة دقيقتين وطبعا قُبض على أغلبهم، والداخلية ستصدر بيانا".

    وأكد مراسل المحطة، لأديب، وجود ازدحام بميدان التحرير، وتواجد كبير للشرطة المصرية، مشيرا لعدم وجود مظاهرات حالية بالميدان.

    وعلق أديب، قائلا: "كما قلت نزلوا لدقائق في (ميدان) التحرير، وحاليا يركبون أصوات (معارضة) على تجمعات في أماكن أخرى، ليقال إنها هناك تظاهرات"، مؤكدا أن "المعارضة تتنفس كذبا".

    وبثت فضائية اكسترا نيوز الخاصة المؤيدة للنظام في وقت متأخر من مساء الجمعة لقطات تبرز الهدوء بميدان التحرير.

    وغادر السيسي، البلاد، في وقت سابق مساء الجمعة، متوجهًا إلى نيويورك لحضور اجتماعات للأمم المتحدة، قبيل دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي للخروج في احتجاجات.

    مصر الشعب الثورة السيسي

    أخبار