مزاعم “الكتاب الأبيض” الصيني حول تركستان الشرقية و الرد عليها
رابطة علماء أهل السنةفي الأسبوع الماضي، أصدر مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني وثيقة تتحدث فيها عن مسائل تاريخية متعلقة بقضية تركستان الشرقية و التي تسميها الصين ب”شنجيانغ” أي “الحدود الجديدة”. و قد ادعت الوثيقة و التي عرفت ب”الكتاب الأبيض” مزاعم عديدة حول تاريخ تركستان الشرقية و أتت بأكاذيب صريحة ترفضها العقول السليمة قبل الحجج و البراهين.
و من أبرز المزاعم التي وجدت في “الكتاب الأبيض” ما تلي:
أولا: إنه لا وجودَ أبداً لدولة عُرِفَت باسم “تركستان الشرقية”، و أن المنطقة جزء لا يتجزأ من الدولة الصينية.
الحقيقة:
منطقة تركستان هي موطن الأتراك منذ القدم و كل الدول التي وجدت فيها أسست من قبل القبائل التركية و لم تكن يوما جزءا من الصين.
وبعد الاحتلال الروسي للمنطقة الغربية من تركستان أشيرت إلى المنطقة الشرقية باسم تركستان الشرقية.
دولة تشينغ احتلت تركستان الشرقية سنة ١٨٨٤ و غيرت اسمها إلى شنجيانغ و التي يعني الحدود الجديدة و بهذا أرادت أن تمحو تاريخها و تهضم شعبها. و لكن شعب تركستان لم يستسلموا و قاوموا الاحتلال بكل قوة و بشكل مستمر ، و استطاعوا أن يقيموا دولتهم مرتين في القرن الماضي.
أولى هذه الدولتين سُميت باسم “جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية” و قد أسست سنة ١٩٣٣ و هي تعتبر أول دولة إسلامية أقيمت بعد سقوط الدولة العثمانية. و ثانيها “جمهورية تركستان الشرقية” التي أقيمت سنة ١٩٤٤. و كان جنود جمهورية تركستان الشرقية على وشك إخراج الصينيين من أراضيهم و كان الصينيون القوميون قد أقدموا على الهزيمة و الفرار لولا تطور الأحداث على الساحة الدولية و انتصار الصينيين الشيوعيين على الصينيين القوميين و تدخل وخيانة الزعيم الروسي ستالين لحكومة تركستان الشرقية.
ثانيا: إن قومية الأويغور ظهرت خلال عملية طويلة من الهجرة و الاندماج و ليست بقومية تركية و أنها جزء من الأمة الصينية.
الحقيقة:
إن أهل تركستان بما فيهم الأويغور و القازاق و القرغيز و الأوزبك و غيرهم كلهم قوميات تركية عاشوا في تركستان على مر التاريخ و هم أصحاب هذه الأراضي الأصليون.
و الأويغور يشكل غالبية سكان تركستان الشرقية.
قومية الأويغور سواء من ناحية اللغة و الثقافة و العادات و التقاليد تختلف اختلافا تاما عن الصينين و لا يوجد تقارب بينهم من أي جهة. و لقد كان أتراك الأويغور يشكلون ٨٠٪ من أهالي تركستان الشرقية قبل الاحتلال الشيوعي و كانت نسبة الصينيين لم تبلغ ٥٪. و لهذا السبب سياسة الاستيطان و التهجير أصبحت من أهم أجندة الاحتلال الصيني خلال السبعين سنة الماضية.
و منذ الاحتلال الشيوعي لتركستان الشرقية سنة ١٩٤٩، حاولت الصين أن تُمحي ثقافة و هوية شعب الأويغور وإدماجها إلى ما تسميها بالأمة الصينية، و لكنها فشلت فشلا بائسا. و لهذا السبب تتخذ الآن طريقا آخر حتى تقضي على هذه الأمة المناضلة و هو إجبارهم على ترك معتقداتهم الثقافية و الدينية عبر التهديدات و الاعتقالات التعسفية و فصل الأطفال عن عائلاتهم و حتى الإبادة الجماعية.
ثالثا: إن تركستان الشرقية وجدت فيها أديان كثيرة و أن الأيغور قد أجبرهم العرب على قبول الإسلام.
الحقيقة:
الأويغور و الأتراك الآخرون من أهالي تركستان قد أسلموا في القرن العاشر الميلادي طوعا و اختيارا بقيادة الملك القاراخاني سلطان ستوق بغراخان و منذ ذلك الحين انتشر الإسلام في أرجاء تركستان و ما زال أهلها متمسكين بالإسلام على مر القرون.
و منذ احتلال الصين الشيوعية لتركستان الشرقية سنة ١٩٤٩، حاولت أن تبعد المسلمين عن الإسلام بكل الطرق و قد حرقت المصاحف و الكتب الدينية و قتل العلماء و الدعاة. و كل هذا لم ينجح في محو هوية التركستانيين الإسلامية، و لقد حفظ التركستانييون على دينهم عبر التعاليم السرية رغم الظروف الصعبة التي مروا بها.
(المصدر: وكالة الأويغور للأنباء / تركستان تايمز)