سوريا ... المعارضة تتقدم بريف حماة
رابطة علماء أهل السنةأعلنت المعارضة السورية المسلحة السيطرة على بلدة الحماميات وتلتها الإستراتيجية بريف حماة الشمالي عقب هجوم واسع شنته الفصائل المقاتلة مساء الأربعاء، في حين أخفقت قوات النظام السوري والفيلق الموالي لروسيا في منع تقدم المعارضة.
وقالت الجبهة الوطنية للتحرير -وهي أحد مكونات غرفة عمليات الفتح المبين- إن أكثر من خمسين جنديا من قوات النخبة لدى جيش النظام قتلوا على يد مقاتلي المعارضة خلال الاشتباكات الدائرة في محور الحماميات، والتي استمرت حتى فجر الخميس.
وذكرت وكالة "إباء" التابعة لهيئة تحرير الشام أن مقاتلي عملية "الفتح المبين" دمروا آليات عسكرية لقوات النظام السوري واستولوا على دبابة وعربة مدرعة وأسلحة فردية وذخائر متنوعة بعد انسحاب جيش النظام باتجاه بلدة كرناز.
وأشارت الوكالة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة تصدت لمحاولات استعادة قوات النظام والفيلق الخامس المدعوم من روسيا السيطرة على بلدة الحماميات وتلتها رغم القصف الجوي والصاروخي العنيف الذي سبق الهجوم.
المعارضة المسلحة مهدت للهجوم بقصف مدفعي وصاروخي (مواقع التواصل الاجتماعي) |
انهيار عسكري
من جانبه، قال الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى في تصريح خاص للجزيرة نت إن المعارضة المسلحة باتت ترصد خطوط إمداد قوات النظام في بلدتي كرناز وكفرنبودة بعد السيطرة على بلدة الحماميات وتلتها الإستراتيجية.
وأضاف مصطفى أن المعارضة المسلحة استغلت الانهيار في صفوف قوات النظام وأحرزت تقدما جديدا صباح الخميس في المنطقة الواقعة بين بلدتي الحماميات وكرناز، تمثلت بالسيطرة على نقاط الكازية وعبيد الحمام والأفران والبراد والطوابق.
وكشف النقيب ناجي مصطفى عن اتباع فصائل المعارضة مؤخرا تكتيكا عسكريا مختلفا -دفاعا وهجوما- خلال المعارك في ريفي حماة وإدلب، لتفادي الكثافة النيرانية الهائلة التي تستخدمها روسيا، مشيرا إلى أن النظام خسر أقوى خطوط الدفاع عن قواعده العسكرية بريف حماة بعد انسحابه من تلة الحماميات.
ورجح مصطفى أن تتوالى الانهيارات في صفوف قوات النظام إلى جانب الفيلق الخامس الذي تشرف عليه روسيا بشكل مباشر نتيجة ارتفاع أعداد القتلى والجرحى والخسائر الكبيرة في العتاد العسكري.
أما الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي فاعتبر أن سيطرة فصائل المعارضة السورية على تلة الحماميات وعدد من القرى والحواجز في محيطها يعتبر نجاحا نوعيا في المعارك الجارية بريف حماة الشمالي.
وقال عاصي للجزيرة نت إن تأمين تلة الحماميات وتثبيت النقاط فيها يعنيان تعريض منطقة المطار المؤلفة من 31 قرية في شمال غرب حماة لخطر سيطرة المعارضة عليها، وهذا يعني تقويض نفوذ النظام السوري في المنطقة، وتعريض نقاط المراقبة الروسية والإيرانية المنتشرة للخطر المباشر.
لكنه رهن ذلك بقدرة الفصائل على تأمين وتثبيت نقاطها في تلة الحماميات، ومحاولة تحقيق خرق باتجاه تل عثمان الإستراتيجي، لأن من شأن ذلك التمهيد لاستعادة النقاط التي خسرتها لصالح النظام في بداية الحملة، مثل بلدات كفرنبودة وقلعة المضيق والحويز.
بالتزامن مع معارك ريف حماة الشمالي كثفت قوات النظام السوري غاراتها على ريف إدلب (الأناضول) |
أساليب هجينة
ويرى الباحث السوري عبد الوهاب عاصي أن أسباب نجاح فصائل المعارضة المسلحة في المعركة الحالية هو اتباعها أساليب قتال هجينة تدمج فيها بين الهجمات التقليدية وغير التقليدية، مثل استخدام السلالم الحديدية في النقاط المحصنة بالخنادق، والاعتماد على عنصر المباغتة، وتشتيت قوة النظام الضاربة عبر شن هجمات بغرض الإشغال في جبال الساحل ضمن خط نار واسع.
ووفق عاصي، فقد أتاح الدعم التركي الكبير للمعارضة المسلحة استخدام الأسلحة المضادة للدروع بكثافة، والاعتماد على القوات الخاصة في شن الغارات والهجمات بدلا من الكثافة العددية للمقاتلين.
ورجح أن يكون سبب إخفاق روسيا في معارك إدلب تقديرها الخاطئ لقدرات الفصائل وتحصيناتها الدفاعية القوية، والضعف الشديد الذي آلت إليه القوات البرية للنظام السوري من حيث قدرات المقاتلين ودوافعهم وأعدادهم.
ولفت عاصي إلى أن المعارك ستنعكس على ملف وقف إطلاق النار الذي يعتبر أحد ملفات اتفاق خفض التصعيد بين الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران)، وأن أي خسارة إستراتيجية للنظام السوري ستدفع روسيا -على الأرجح- إلى التعجيل بعقد جولة جديد من المباحثات لاحتواء التصعيد بما لا يؤدي إلى تقويض نفوذ النظام.
ووسط المعارك والغارات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى بريفي إدلب وحماة في الأيام القليلة الماضية، قالت مصادر طبية للجزيرة نت إن المشافي الميدانية المتبقية في ريف إدلب الجنوبي مهددة بالخروج من الخدمة جراء القصف الجوي.
المصدر : الجزيرة