الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:19 صـ 19 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أفريقيا

    مسيرات السودان.. المجلس العسكري يتوعد ”المندسين” ويرد على مقترحات الوساطة

    رابطة علماء أهل السنة

    خرج عشرات الآلاف بأنحاء السودان في "المواكب المليونية"، وسقط قتيل وعشرات الجرحى برصاص قوات الأمن، في حين توعد المجلس العسكري بالتحرك لمواجهة "المندسين" وقال إنه سلم رده على مقترحات الوساطة الأفريقية.

    وبعد احتشاد عشرات الآلاف في شوارع العاصمة ظهر اليوم الأحد تحت شعار "مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية"، دعا تجمع المهنيين السودانيين المتظاهرين للتوجه إلى القصر الجمهوري، بينما أغلقت الشرطة الجسور وأطلقت الغاز المدمع على المتظاهرين أثناء محاولتهم الاقتراب من القصر.

    وفي الوقت نفسه، أفادت وكالة رويترز بأن آلاف المتظاهرين حاولوا التوجه إلى مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، وأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء.

    وقالت مصادر للجزيرة إن ثلاثين متظاهرا على الأقل أصيبوا في محاولة لقوات الأمن السودانية تفريق مظاهرات في أم درمان، كما قُتل متظاهر وأصيب آخرون برصاص قوات الأمن في مظاهرات عطبرة بولاية النيل شمالي السودان. 

    وبث ناشطون صورا قالوا إنها لإصابة أحد المتظاهرين بطلق في الرأس أثناء مشاركته في مسيرة الخرطوم، كما أكدت مصادر للجزيرة أن قوات الدعم السريع منعت المتظاهرين القادمين من أم درمان من عبور جسر النيل الأبيض.

     

    وأضافت المصادر أن أربعة جرحى سقطوا في إطلاق نار على المتظاهرين في مدينة الأبيض (غرب)، وأن الشرطة فرقت المتظاهرين في مدينة كسلا (شرق)، كما استخدمت الغاز المدمع في مناطق بحري ومعمورة وأركويت بالعاصمة، وكذلك في مدينة القضارف (شرق).

    وردد المتظاهرون شعارات تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.

    ومنذ الصباح انتشر عناصر من الشرطة وقوات الدعم السريع في شوارع العاصمة، كما أحاطت عربات الدفع الرباعي بمنطقة القيادة العامة حيث كان يقام الاعتصام الذي سبق فضه بالقوة. 

    
حشود المتظاهرين تستجيب لدعوات الاحتجاج ضد المجلس العسكري بالخرطوم (الأوروبية)
    حشود المتظاهرين تستجيب لدعوات الاحتجاج ضد المجلس العسكري بالخرطوم (الأوروبية)

    وفي وقت سابق، أفادت قوى التغيير بأن المتظاهرين سينطلقون في مسيرات متفرقة من الخرطوم وأم درمان، وسيتوجهون نحو منازل بعض المتظاهرين الذين قتلوا في عملية فض الاعتصام مطلع الشهر الجاري، محذرة المجلس العسكري من ممارسة العنف.

    من جهته، أعلن تجمع المهنيين السودانيين أن قوة عسكرية اقتحمت أمس السبت مقره ومنعته من عقد مؤتمر صحفي، وقال إن الاقتحام يشير إلى جنوح المجلس العسكري للتضييق وكبت الحريات، وحمله مسؤولية سلامة كل أعضاء التجمع والصحفيين الذين كانوا في المقر.

    قناصة مندسون
    في المقابل، قال الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري أمام تجمع من أنصاره إن المجلس العسكري يمثل الجميع، وهو حريص على الثورة وليس جزءا من الخلاف، مضيفا "نأمل التوصل إلى اتفاق عادل وشامل يمثل الشعب السوداني".

    وأشار إلى أن هناك "قناصة مندسين" يستهدفون المتظاهرين وقوات الدعم السريع، وإن المجلس العسكري سيتحرك لمواجهة هذا الموقف.

    وبعد ذلك بساعات، قال المجلس العسكري إنه سلم مبعوثي الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا وثيقة تتضمن الرد على مقترحهما المشترك لحل الأزمة وتعتبر أن المقترح يشكل قاعدة ممتازة للتفاوض، وتؤكد أن المجلس جاهز للتفاوض اعتبارا من اليوم.

    وقال الناطق باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين كباشي إن المجلس يأمل في حل سياسي شامل باستصحاب الجميع، وفي أقل وقت، وتحت مظلة الاتحاد الأفريقي وبالتنسيق معه.

    من جانبها، قالت مصادر في قوى الحرية والتغيير للجزيرة إن المبعوث الإثيوبي أبلغهم برغبة المجلس العسكري في التهدئة والشروع في التفاوض.

    تحذير استباقي
    وقال المجلس العسكري السوداني في بيان أمس إن قوى والتغيير تتحمل مسؤولية أي روح تزهق أو تخريب يحدث جراء تعطيل المرور وإغلاق الطرق في المظاهرات المعلن عنها.

    كما حذر حميدتي من أنه لن يتسامح مع محاولات "التخريب" التي قد تتخلل المظاهرة، وقال إن "هناك مخربين، هناك أناس عندهم أجندة مدسوسة، نحن لا نريد وقوع مشاكل".

    دعوات غربية
    ودعت دول غربية عدة المجلس العسكري لتجنب العنف، حيث دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريش المجلس العسكري السوداني إلى "الكف عن وضع مصالحه الخاصة فوق مصالح الشعب السوداني"، وطالب كافة الأطراف بالتهدئة، كما ندد بفض اعتصام على يد "قوات الدعم السريع الوحشية".

    وطالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إليوت إنغل في رسالة موجهة إلى وزيري الخارجية والخزانة الأميركيين بفرض عقوبات على قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي، مبديا قلقه من تجدد استهداف المتظاهرين، مما يستدعي "تحركا أميركيا فوريا".

    وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن "الأساس يبقى حقهم في التظاهر بشكل سلمي والتعبير عن آرائهم، سواء في 30 يونيو/حزيران أو أي يوم آخر".

    أما أمين عام منظمة العفو الدولية كومي نايدو فقال إن على المجلس "عدم السماح للبلاد بالانزلاق إلى مزيد من القمع، العالم يراقب".

    مسيرات السودان المجلس العسكري يتوعد المندسين مقترحات الوساطة الاتحاد الأفريقي

    أخبار