”القدس الدولية” تستنكر طرد مدير أوقاف القدس لحارسات المسجد الأقصى
رابطة علماء أهل السنة
استنكرت مؤسسة القدس الدولية، اليوم الخميس، طرد الشيخ عزام الخطيب، المدير العام لأوقاف القدس، حارسات المسجد الأقصى، معبرة عن توجسها من أن يشكّل ذلك تراجعا للموقع الأردني الرسمي أمام ما بات يُعرف بـ"صفقة القرن".
وانتشرت مقاطع مسجلة تناقلها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قد أظهرت حارسات الأقصى وهنّ يجلسنَ على الأرض ويرفضْن إخلاء المنطقة، لمنع وصول المستوطنين إليها، لكن الخطيب صرخ بوجههنَّ ووبَّخهنَّ وأجبرهنَّ على المغادرة، في الوقت الذي كان يتجول المستوطنون بحرية في باحات المسجد الأقصى وبحراسة قوات الاحتلال.
وقالت المؤسسة في بيان لها، تعقيبا على حادثة طرد الخطيب لحارسات المسجد الاقصى، "ننظر بعين الريبة إلى مشاركة الخطيب في مخطط إفراغ الأقصى من حرّاسه، بما يؤدي إلى ترك المسجد مرتعاً لاقتحامات المستوطنين".
وعبّرت المؤسسة عن خوفها من أن تكون خطوة مدير الأوقاف التابعة للأردن "بداية تراجع الموقف الأردني الرسميّ أمام ضغوطات تمرير ما يُسمى صفقة القرن".
وطالب الأردن بموقف رسمي واضح يدحض هذه الهواجس، ويؤكد عملياً تمسُّكه بدوره التاريخي في القدس والأقصى، ويرفض أيّ دور مشبوه يُضعف سلطة دائرة الأوقاف وموظفيها في القدس.
كما طالبت المؤسسة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة من أخطأ، وردّ الاعتبار لحارسات الأقصى، وبذل كل الجهود لدعمهنّ.
من جانبها، أصدرت دائرة الأوقاف في القدس بياناً توضيحياً قالت فيه " نؤكد في دائرة الأوقاف الإسلامية حرصنا المطلق بالحفاظ على سلامة موظفي وموظفات الدائرة وخاصة حارسات المسجد الأقصى".
وحذرت من تبني بعض وسائل الاعلام وتداول فيديوهات مجتزئه وروايات المتطرفين اليهود ومنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي (خاصة الفيديو الذي تم نشره على موقع أحد غلاة المتطرفين اليهود)، وتناقلته عدد من وسائل الإعلام المحلية.
واعتبرت أن ما قام به الشيخ الخطيب يأتي "حفاظا على سلامتهن وعدم افساح المجال للشرطة والمتطرفين للتطاول عليهن واعتقالهن"، وفق البيان.
يشار إلى أن "حرّاس الأقصى" غالبيتهم من الناشطين والناشطات من أهل القدس، الذين يأخذون على عاتقهم حراسة كافة مرافق المسجد الأقصى المبارك (144 دونمًا) بمدينة القدس المحتلة، على مدار الساعة، والتأكد من عدم قيام أي شخص او جهة بالمس بحرمته.
كما يقوم "حراس الأقصى" بحماية المصلّيات، وتتبّع مئات السائحين والمُقتحمين من المستوطنين اليهود لباحات المسجد، والتصدّي لهم حال قيامهم بأي انتهاك بحقه، رغم كل ما يتعرّضون له من أذى وأوامر من قبل الشرطة الإسرائيلية المُرافقة للمستوطنين.
يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
وفي آذار/مارس 2013، وقّع العاهل الأردني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.