الخميس 21 نوفمبر 2024 07:15 مـ 19 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    الأمل

    رابطة علماء أهل السنة

    الأمل

     

    وأنت تقرأ في السيرة النبوية الشريفة  (على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ) تجد نفسك في  كل مرحلة من مراحل دعوته عليه الصلاة والسلام ،  وفي كل موقف من مواقفه أمام بواعث أمل تلوح وتبدو ولا تكاد تخبو ، كيف لا ؟ وأنت تقرأ عن رجل  يطمع ويطمح في هداية العالمين جميعا ، تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ، هذا الرجل الذي يحمل هذا الهم الكبير ،والمسؤولية الكبرى في تعبيد الكون لله تعالى وحده ، هيهات أن يطيب له نوم أو يهنأ له فراش ، وأمامه هذا الكون الفسيح بما فيه وهم يتوقون إلى رسالته ، فحاجتهم إليها أكثر من حاجتهم إلى الماء والهواء ،بل أكثر من حاجتهم إلى النفس الذي به حياته ، تخيل أخي الفاضل حجم أمل هذا الرجل العظيم ومدى طموحاته ، وهو وحده يصدع برسالة الله ، والكون كله على نقيض ما هو عليه من التوحيد وحسن العبادة لله جل شأنه ، وهو في ذلك لا تثنيه عقبة ولا يفت في عضده العذاب ، همة قعساء ، ويقين أقوى من الجبال الرواسي ، جمع إلى الوحي الموحى إليه قوة العقل وسداد المنطق ووضوح الهدف ، وعزيمة لا تعرف الفتور  ودماثة الأخلاق ( أنا سيد بني آدم ولا فخر ) دعا وربى أصحابه على هذا المنوال ، على  تحمل عبء الرسالة  وبذل المهج في خدمتها ، واستلهموا عزة النفس ورباطة الجأش وحسن القيادة و عظم الهدف منه عليه الصلاة والسلام ، ما جعلهم هداة مهديين وبناة قادرين ، غير ضالين ولا مضلين رضي الله عنهم جميعا.
    وهكذا تعمل البيئات التربوية عملها في منتسبيها ، تعجنهم لتخرجهم للأمة كل حسب قدراته واستعداداته العقلية الجمسانية ، مع الأخذ في الاعتبار تحدييات العصر ومتطلباته ، ويتوقف النجاح  في هذا المضمار ، على حسن اختيار المنهج المناسب الواضح المدروس ، وعلى حسن اختيار القائمين عليه  المخلصين ، أصحاب الهمم العالية  والخيال الخصب ، والنفوس الكبيرة والطموح العالي ، ليستلهم الشباب هذه النفوس العظيمة و العزائم القوية من مربيهم ، فهم محل اقتداء للشباب المسلم في علمهم وأدبهم ، وفكرهم وعملهم ، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك لأصحابه ، حتى يضربوا بسهم في علمية عودة الأمة وبنائها، إنها عملية شاقة لا يصلح لها إلا الذكران من الرجال ،  والعظيمات من الهيئات ،
    فلنصبح على ومضة تربوية على طريق إعداد جيل النصر المنشود
    والله ولي التوفيق

    أبو سعيد محمد الأول

    مقالات