وجَّه محمد البرادعي، ممن شاركوا في الانقلاب على الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بانتخابات حقيقية بمصر، رسائل للمصريين عبر منصة تويتر، دعا فيها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مسلطا الضوء على قضيتي سد النهضة وجزيرتي تيران وصنافير.
وطالب البرادعي، الجمعة 6 أبريل/نيسان 2018، باتباع الحكم الرشيد في البلاد والتوحد حول القضايا المصيرية، مضيفاً أن الإجماع الوطني في تلك القضايا ضرورة للحاضر وتأمين للمستقبل.
ونصح بتشكيل لجان مستقلة تضم خبراء فى المجالات كافة، “تحدد بأسلوب علمى وشفاف: 1-ماهية حقوقنا غير الخلافية المبنية على صحيح القانون. 2-البدائل المتاحة للدفاع عنها. 3-العواقب الإيجابية والسلبية المترتبة على كل بديل”.
فشل التوافق حول سد النهضة
جاءت تغريدات البرادعي، بعد تصريحات لوزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، قال فيها إن بلاده ومصر وإثيوبيا فشلت في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة الإثيوبي، بعد مفاوضات استمرت 16 ساعة في الخرطوم.
وقال غندور للصحفيين، في ختام الاجتماع الذي بدأ الخميس 5 أبريل/نيسان 2018، وضم وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الثلاث: “لم نستطع التوصل إلى اتفاق أو الوصول إلى قرار مشترك”.
وأضاف: “هي قضايا فنية لا أستطيع التحدث عنها، ولم نحدد موعداً لاجتماع قادم، وتركنا هذه الأمور لوزراء الري”.
وعلى مدى سنوات، غلب التعثر على المفاوضات بين الدول الثلاث حول المشروع، الذي تخشى مصر أن يتسبب في تقليص كمية المياه التي تصل إليها من إثيوبيا مروراً بالسودان.
ورغم إعلان غندور عجز الدول الثلاث عن التوصل لاتفاق في الاجتماع المطول، قالت وكالة الأنباء السودانية (سونا) إنه وصف المفاوضات بأنها “بناءة ومهمة، وكان من الممكن أن تخرج بإجابات شافية… (لكن) هذا هو حال القضايا الخلافية”.
وأضافت الوكالة أن الوزير لم يحدد موعد ومكان اجتماع وزراء الري المزمع.
وقالت إن اجتماع الخرطوم الذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة 6 أبريل/نيسان 2018، ضم أيضاً فنيين في مجال الري من الدول الثلاث.
السودان يدعم بناء السد
وأشارت إلى أن غندور “أشاد بالروح التي سادت المفاوضات من جميع الأطراف، واصفاً النقاش الذي دار بأنه كان نقاشاً بنّاءً وتفصيلياً، ويحتاج إلى وقت أكثر حتى يخرج بإجابات” تحل الخلافات.
وسد النهضة مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية، تزيد تكاليفه على 4 مليارات دولار.
ويدعم السودان بناء السد؛ لأنه سينظم الفيضانات في أراضيه ويوفر له الكهرباء.
وتعطلت المحادثات بين حكومات الدول الثلاث كثيراً؛ بسبب الخلاف أيضاً حول صياغة دراسة عن تأثير السد بيئياً.
وتنفي إثيوبيا أن السد سيلحق الضرر بأي دولة.
وخلال السنوات الماضية، شهدت علاقات القاهرة وأديس أبابا توتراً بين الحين والآخر؛ بسبب استخدام مياه النيل. وتخشى مصر أن تعمد إثيوبيا إلى ملء خزان السد بسرعة، وهو ما يمكن أن يحجب عنها كمية كبيرة من المياه التي تحتاج إليها بشدة في الري والأغراض الصناعية.