تبادلت قوات النظام والمعارضة المسلحة بعض الأسرى في حرستا بغوطة دمشق الشرقية، وبدأ إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين منها، بينما سقط 15 قتيلا بالغوطة في قصف للنظام اليوم الخميس.
وقال مراسل الجزيرة إن المعارضة المسلحة وقوات النظام تبادلتا 15 جنديا من قوات النظام مقابل خمسة مقاتلين تابعين للمعارضة في حرستا.
وبدأت سيارات الهلال الأحمر السوري بإجلاء الجرحى، كما تحركت أول دفعة من الحافلات لنقل مقاتلي المعارضة في إطار اتفاق يقضي بإخلاء حرستا من مقاتلي حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة ومن يرغب من المدنيين ونقلهم إلىإدلب، كما أعلنت وكالة أنباء النظام (سانا) خروج أكثر من مئتي مدني من حرستا وفقا للاتفاق.
ومن المفترض أن تحمل 45 حافلة قرابة ألفي شخص مهجر من حرستا إلى قلعة المضيق بريف حماة الغربي، ثم تنقلهم منظمات إنسانية إلى مخيمات مؤقتة في إدلب.
وقال حزب الله اللبناني المتحالف مع النظام إن حوالي 1500 مقاتل من المعارضة وستة آلاف من أفراد عائلاتهم سيغادرون حرستا غدا إلى إدلب.
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 15 مدنيا وإصابة آخرين بجروح جراء استهداف تجمعات للمدنيين والشارع الرئيسي لبلدات زملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية بعشرات الغارات والقصف الصاروخي، مما أعاق وصول فرق الإسعاف للمنطقة.
وأضاف المراسل صباح اليوم أن قوات النظام سيطرت على جامع الأبرار في وادي عين ترما، وعلى جامع الدرة ببلدة عربين، بدعم جوي من قبل الطائرات الروسية، لكن المعارضة استعادت السيطرة على جامع الدرة وتحاول شن هجمات معاكسة لاستعادة مواقعها.
الوضع الإنساني
وذكر مراسل الجزيرة أن المدنيين يعانون جراء نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الجراحية، بعد سيطرة قوات النظام على أكثر من ثلثي المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة بالغوطة وكانت تتركز فيها العديد من النقاط الطبية والمشافي.
من جهة أخرى، وجّه مدير منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) رائد الصالح رسالة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان يشرح فيها الوضع بالغوطة الشرقية، وجاء فيها أن قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٠١ -الصادر قبل 24 يوما ويطالب بوقف إطلاق النار ثلاثين يوما- لم يكن سوى "مضيعة للحبر".
وأوضح الصالح أن هجمات النظام على الغوطة المتواصلة منذ أكثر من شهر تسببت بمقتل أكثر من ١٣٠٠ مدني وإصابة أكثر من أربعة آلاف، فضلا عن استخدام جميع أنواع الأسلحة من البراميل المتفجرة والقنابل العنقوديةوالأسلحة الحارقة والغازات السامة، مؤكدا أن منظمته لم تعد قادرة على استخراج الجثث من تحت الأنقاض.