لوّح الرئيس الاميركي دونالد ترامب الإثنين بوقف المساعدات الخارجية عن باكستان متهما إسلام اباد بإيواء متطرفين والكذب بهذا الشأن.
وقال ترامب في أول تغريدة له في 2018 "ان الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات في السنوات الـ15 الأخيرة، في حين لم يعطونا سوى أكاذيب وخداع معتقدين أن قادتنا أغبياء".
وأضاف "يقدمون ملاذا آمنا للإرهابيين الذين نتعقبهم في أفغانستان بدون مساعدة تذكر. انتهى الامر!".
واستدعت تصريحات ترامب ردا من إسلام اباد، وندد وزير الدفاع الباكستاني خورام داستجير خان بـ"الذم الأميركي" المتواصل.
وكتب خان على تويتر أن باكستان "كحليف في مكافحة الارهاب وفرت بدون مقابل للولايات المتحدة اتصالات أرضية وجوية وقواعد عسكرية وتعاونا استخباراتيا أدى الى القضاء على (تنظيم) القاعدة خلال السنوات الـ16 الفائتة لكنهم (الولايات المتحدة) أعطونا في المقابل ذما وعدم ثقة".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب تدرس جديا وقف مبلغ 255 مليون دولار من المساعدات المتأخرة أساسا لإسلام اباد بسبب عدم تشديدها الإجراءات ضد المجموعات الإرهابية في باكستان.
وتدهورت العلاقات الأميركية الباكستانية خلال عهد ترامب الذي أعلن في آب/اغسطس أن "باكستان غالبا ما تقدم ملاذا آمنا للذين ينشرون الفوضى والعنف والإرهاب".
وكان ترامب لمح في وقت سابق الشهر الماضي إلى احتمال وقف المساعدات نهائيا.
وقال خلال إعلان استراتيجيته للأمن القومي "نقدم دفعات ضخمة كل عام الى باكستان. يتعين عليهم مساعدتنا".
وكان نائب الرئيس مايك بنس قال خلال تفقده القوات الاميركية في أفغانستان الأسبوع الماضي "أن الرئيس ترامب قد حذر باكستان من ذلك".
وتنفي إسلام اباد باستمرار الاتهامات لها بالتغاضي عن العمليات المسلحة منتقدة الولايات المتحدة لتجاهلها الآلاف الذين قتلوا على أراضيها والمليارات التي أنفقت على محاربة المتطرفين.
ولطالما اتهمت واشنطن وكابول، إسلام اباد بايواء متطرفين افغان منهم عناصر في طالبان، يعتقد انهم مرتبطون بالمؤسسة العسكرية الباكستانية التي تسعى لاستخدامهم كدرع إقليمية لمواجهة العدو اللدود الهند.
وتنفي باكستان باستمرار هذه الاتهامات وتقول أنها تتواصل معهم فقط سعيا لإقناعهم بإجراء محادثات سلام.
وشهدت العلاقات بين الجانبين مزيدا من التأزم بعدما أمرت محكمة باكستانية أواخر تشرين الثاني/نوفمبر بالافراج عن حافظ سعيد المتهم بالتخطيط لاعتداءات بومباي في 2008، ما استدعى رد فعل غاضبا من البيت الابيض الذي حذر من ان "العلاقات الاميركية الباكستانية قد تتأثر اذا لم تقم اسلام اباد بإعادة توقيف سعيد".
وقتل ستة أميركيين في اعتداءات بومباي 2008 التي بلغت حصيلة ضحاياها 166 قتيلا، واستمرت ثلاثة أيام قبل أن يتمكن عناصر من الكومندوس الهنود من السيطرة على الأوضاع بعد معارك مع مقاتلين وصلوا من طريق البحر.
وسعيد يرأس جماعة الدعوة الإسلامية المتطرفة التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمة إرهابية، وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء أي معلومات تقود الى توقيفه.