قداس لبابا الفاتيكان في ستاد عسكري مصري.. وهذه القضايا الـ8 التي تناولها في خطاباته
رابطة علماء أهل السنة
يقيم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان قداساً في ستاد عسكري اليوم السبت 29 أبريل/نيسان فيما ركز في 3 خطابات ألقاها أمس على 8 قضايا بينها التسامح ورفض العنف.
واستغل البابا زيارته التي تأتي بعد ثلاثة أسابيع فقط من مقتل 45 شخصاً على الأقل في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مصر لتوجيه نداء قوي للحرية الدينية ولاتهام المتطرفين بتشويه الدين.
ويقام اليوم قداس في ستاد الدفاع الجوي الذي يتسع لنحو 25 ألف شخص وهو مكان غير معتاد لإقامة قداس ديني ولكنه يسلط الضوء على المخاوف الأمنية التي تحيط بالزيارة.
الخطابات الثلاثة
وركزت 3 خطابات لبابا الفاتيكان، فرنسيس، الجمعة، في مصر على 8 قضايا رئيسية، بينها الحوار، وحقوق المسيحيين، وتوحد الطوائف المسيحية، ونبذ العنف والدعوة للسلام، وذلك في ختام أول أيام زيارته لمصر التي تستغرق يومين.
وارتبطت الخطابات الثلاثة بالمكان، ففي المقر الكنسي ركز الخطاب على الشؤون المسيحية، وفي مقر يجمع البابا بالمسؤولين مال حديثه لتعظيم دور مصر وواجباتها، وفي مقر مؤتمر السلام العالمي الذي نظمه الأزهر شرقي القاهرة، اختار البابا قضايا مشتركة هي الحوار ونبذ العنف والدعوة للسلام.
الخطاب الأول: فرنسيس- الطيب
في الخطاب الأول، الذي قيل في المؤتمر العالمي للسلام، وسط حضور شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ركز فرنسيس على 5 قضايا هي: "الحوار، والاعتراف بالحقوق والحريات الأساسية، والدين كحل، ونبذ العنف والدعوة للسلام".
1- الحوار
دعا فرنسيس في موضعين من خطابه لأهمية الحوار، قائلاً "إننا مدعوّون دوماً، في مجالِ الحوارِ بالتحديد، ولاسيّما الدينيّ منه، إلى السيرِ معاً، مؤمنينَ أن مستقبلَ الجميع يتعلّقُ أيضاً باللقاءِ ما بين الأديان والثقافات"، داعياً لـ 3 توجهات أساسية لنجاح الحوار هي "ضرورة الهويّة، وشجاعة الاختلاف، وصدق النوايا".
2- الاعتراف بالحقوق والحريات الأساسية
حث بابا الفاتيكان في موضع واحد على "الاعترافِ بحقوقِ الآخر، وبالحرّياتِ الأساسيّة، ولاسيما الحرية الدينيّة"، مؤكداً أنها "تشكّل الطريقَ الأفضل لبناء المستقبل معاً، لنكون بناة حضارة؛ لأن البديل الآخر الوحيد لثقافة اللقاء هو ثقافة الصدام، لا يوجد غيرها".
3- الدين جزء من الحل
شدد فرنسيس في موضعين بخطابه على أن الدين ليس مشكلة، قائلاً "إننا مدعوّون، في هذا التحدّي الحضاريّ ، مسيحيّين ومسلمين، والمؤمنين جميعاً (..) أن ندعو بعضنا بعضاً إلى أنّ حياة الإنسان دون الله تكون مثل السماء دون الشمس".
وأضاف "الدين ليس بمشكلة إنما هو جزءٌ من الحلّ؛ لمحاربةِ الميل إلى الاسترخاء في حياةٍ دنيوية، حيث يولد كلّ شيء وينتهي، ههنا يذكّرنا الدينُ أنّه من الضروري أن نرتفع بروحِنا إلى العلا كي نتعلّم كيف نبني مدينةَ البشر".
4- نبذ العنف والكراهية
شدد بابا الفاتيكان في 3 مواضع، على أهمية نبذ العنف، قائلاً "نحن مدعوّون كمسؤولين دينيّين، إلى فضح العنف الذي يتنكّر بزيّ القدسيّة المزعومة، وكشف كلّ محاولة لتبرير أيّ شكلٍ من أشكال الكراهية باسم الدين، وإدانتها على أنها تَزييفٌ".
وأضاف: "نكرر (لا) قويّة وواضحة لأيّ شكلٍ من أشكالِ العنف، والثأرِ والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله".
5- الدعوة للسلام
دعا البابا في 3 مواضع للسلام، منها تشديده على "أهمية تعزيز السلام، اليوم ربّما أكثر من أيّ وقت مضى وبدء عمليّات سلام، كلٌّ في مجاله، دون التهرّب من وضع أسُس تحالف صلبة بين الشعوب والدول".
الخطاب الثاني: فرنسيس- السيسي
في الخطاب الثاني الذي قيل في فندق تابع للجيش المصري، شرقي القاهرة، ركز فرنسيس أثناء لقائه مسؤولين مصريين على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، على قضية واحدة بارزة هي دور مصر وواجباتها في دفع عملية السلام ونبذ الإرهاب.
6- دور وواجب مصر
غلب على خطاب البابا الترحاب بمصر ودورها، قائلاً إن "لمصر، بسبب تاريخها وموقعها الجغرافي الفريد، دور لا غنى عنه في الشرق الأوسط وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشاكل الملحة والمعقدة".
وقال "لدى مصر واجب تقوية وتعزيز السلام في المنطقة أيضاً، وإدانة وهزيمة أي عنف أو إرهاب وتقديم السلام وإثبات أن الدين لله والوطن للجميع".
وحث في سياق الحديث عن دور مصر وواجبها على الاهتمام بملف حقوق الإنسان قائلاً: "التنمية والازدهار والسلام هي خيرات لا يمكن التنازل عنها وتستحق كل التضحيات، وقبل كل شيء، الاحترام غير المشروط لحقوق الإنسان غير القابلة للمساومة: كالحق في المساواة بين كافة المواطنين، وحق حرية الدين والتعبير، دون أدنى تمييز".
وكرر البابا حديثه عن قضية نبذ العنف قائلاً "يحتم علينا أن نؤكد أنه لا يمكن بناء الحضارة دون التبرؤ من أي أيديولوجية للشر، والعنف"، مرسلاً سلاماً لإسرائيل وفلسطين، وسوريا وليبيا، واليمن، والعراق وجنوب السودان.
الخطاب الثالث: فرنسيس- تواضروس
خطاب فرنسيس بالكاتدرائية الرئيسية للأقباط الأرثوذكس شرقي القاهرة الذي استقبله فيها بابا أقباط مصر تواضروس الثاني، غلب عليه الواقع الديني المسيحي ومناقشة قضاياه، ولاسيما قضيتي "توحيد العمل بين الطوائف المسيحية، وحقوق المسيحيين المضطهدين في العالم".
7- توحيد العمل بين الطوائف المسيحية
في هذا الصدد، حث فرنسيس، على التعاون المشترك بين الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك، مرحباً بفكرة مجلس كنائس مصر الذي أنشئ من الطوائف المسيحية الثلاث بمصر (الأرثوذكسية، الكاثوليكية والإنجيلية)، في 2013.
وأسفر عن هذا الطرح اتفاق بين الطائفتين الكاثوليكية والأرثوذكسية ينهي الخلاف بينهما حول إعادة "سر المعمودية" (شأن عقائدي مسيحي)، حيث كانت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية تشترط تكرار سر المعمودية للمسيحيين الراغبين في الانضمام إليها من الكنائس الأخرى، باعتبارها لا تعترف بطقوس معموديته الأولى.
8- حقوق المسحيين المضطهدين في العالم
في هذا الصدد قال البابا " لنكثِّف صلاتنا المتواصلة من أجل جميع مسيحيّي مصر والعالم بأسره، وخاصة في الشرق الأوسط"، مرجع سبب ما يعيشونه من قتل وإضطهاد إلى "كونهم مسيحيين"، في إشارة لاستهداف طال مسحيي الشرق الأوسط الفترة الأخيرة في العراق ومصر.