الأحد 22 ديسمبر 2024 02:54 مـ 20 جمادى آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    الرابطة بيانات الرابطة

    رابطة علماء أهل السنّة تنعي للأمّة العلّامة الفقيه الدكتور علي السالوس

    رابطة علماء أهل السنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد...

    تنعى رابطة علماء أهل السنّة إلى الأمة فقيدها، العلاّمة الأستاذ الدكتورعلي أحمد السالوس، عن (92) عاما هجريا و(89) عاما ميلاديا؛ حيث ولد عام 1353 هجرية الموافق 1934م.

    حصل الشيخ الفقيد على ليسانس من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، عام 1376هـ - 1957م، ودبلوم الدراسات العليا - كلية دار العلوم 1389هـ - 1969م، وماجستير في الشريعة من كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1389هـ- 1969م وموضوعها: "فقه الشيعة الإمامية مواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة"، ودكتوراه في الشريعة من كلية دار العلوم جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى 1395هـ - 1975م، وموضوعها: "أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله"، حصل عليها بمرتبة الشرف الأولى.

    وقد شغل الشيخ مناصب علمية عديدة، منها:

    أستاذ الفقه والأصول، وأستاذ فخري في المعاملات المالية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي في جامعة قطر.

    النائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا.

    خبير بمجمع الفقه منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة ثم اختير عضوا بالمجمع.

    خبير بجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ثم اختير عضوا بالمجمع.

    أحد الأمناء لمركز قطر الإسلامي بلندن.

    رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر (سيأتي الحديث عنها).

    مجالات الاهتمام العلمي:

    عرف الشيخ بالكتابة في مجالين مهمين جدا:

    المجال الأول كتاباته عن الشيعة وفقههم، وبخاصة الشعية الإثنا عشرية، وهو من أوائل من كتب عنهم، وكان لهذه الكتابات قصة، يقول عنها: "في الدراسات العليا درّس لنا الأستاذ الشيخ الجليل محمد مدني رحمه الله، وكان ينادي بالتقريب بين المذاهب فدرس لنا أنه لا يوجد خلاف بين الإمامية والمذاهب الأربعة إلا كما يوجد بين أي مذهب و آخر ومن هذا المنطلق سجلت رسالة الماجستير في فقه الشيعة الإمامية ومواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة أراد الشيخ المدني أن تكون النتيجة انه مذهب خامس مثل المذاهب الأربعة، ولكن الله أراد غير ذلك، فلما بدأت أدرس كاد شعري أن يشيب من هول ما أراه تكفير الأمة تكفير الصحابة وهذه الفرقة موجودة في العراق وفي إيران ولبنان وغيرها، ولما انتهيت من الماجستير وجدت أن نظرية الإمامة لها أثر كبير في الفقه والأصول وليس على العقيدة فقط فكانت رسالة الدكتوراه " أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله " ثم توسعت بعد ذلك أكثر وأكثر لأني أحسست أن الأمر خطير".

    المجال الثاني، هو مجال فقه المعاملات المالية، وللشيخ فيها جهد مبكر، وكتابات تأسيسية ومرجعية في هذا الباب، ولتوجهه لمجال المعاملات والاقتصاد الإسلامي قصة أ]ضا، يقول عنها: "أحد السادة العلماء الفضلاء نشر قولا حول تبادل العملات وأباح التبادل بالأجل فيها وأن الربا في الذهب والفضة فقط ولا يسري في النقود الورقية ، وكنت ساعتها في الكويت فانتظرت أن يرد عليه أحد ولكن لم يرد أحد فعرفت أن هذا صاحب مدرسة كبيرة في الكويت ومن يرد عليه يتعرض لمخاطر جمة لذلك لم يستطع أحد أن يواجهه فكتبت مقالا عن الصرف وبيع العملات نشر في مجلة اللواء الإسلامي ولم أذكر اسمه وقلت في المقال أنه عالم فاضل وكذا وكذا وبينت مسألة الصرف وقلت إن لم تنطبق على النقود الورقية إذا لا ربا ولا زكاة، ففوجئت برده الشديد مع قدر كافي من الشتائم وأنا عادة لا أرد على الشتائم لكن وجدت أنه لابد من رد علمي فرددت برد علمي موسع - أخذ ما يقرب من ثلث أو ربع المجلة - أحكام النقود باقية – ليست قاصرة على عصر الذهب والفضة و إلا لقلنا بعصر بلا نقود ؛ فرد مرة أخرى فلم أرد - ورد عليه اقتصاديون آخرون - وكتبت مقالا لم أنشره لكن ضممته للكتاب الذي كتبته عن النقود وبيع العملات بعد ذلك ؛ وكانت هذه بداية الدخول في الاقتصاد الإسلامي، وجمعت هذه المقالات وتوسعت في كتاب النقود واستبدال العملات دراسة وحوار، ثم كان تصنيف كتاب الثقافة الإسلامية اشترك في تصنيفه 6 علماء كان نصيبي الاقتصاد الإسلامي وهذا من تقدير الله، ثم كتبت دراسة عن بيت التمويل الكويتي، ثم عينت خبيرا اقتصاديا في مجمع الفقه لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة وذلك في المؤتمر الأول التأسيسي، ثم في المؤتمر الثاني كتبت ثلاثة أبحاث، ثم توالت الأبحاث والكتابة في الاقتصاد الإسلامي".

    مؤلفات الشيخ:

    ترك الشيخ تراثا كبيرا في هذين المجالين بالإضافة إلى كتب أخرى، تجاوز هذا التراث العلمي والمنجز الفقهي (80) كتابا وبحثا، فضلا عما أسهم به في تقييم البحوث وتحكيم الكتب والرسائل والترقيات، والأبحاث المقدمة لنيل الجوائز.

    ومن أهم المؤلفات:

    فقه الشيعة الإمامية مواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة، وأثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله، والإمامة عند الجعفرية والأدلة من القرآن العظيم، ومع الشيعة الاثنى عشرية في الأصول والفروع : موسوعة شاملة، وحكم أعمال البنوك في الفقه الإسلامي، والمعاملات المالية المعاصرة في ميزان الفقه الإسلامي، وموسوعة القضايا الفقهية المعاصرة والأقتصاد الأسلامي، والمعاملات المالية المعاصرة في ميزان الفقه الإسلامي، والاقتصاد الإسلامي والقضايا الفقهية المعاصرة (جزءان)، وفقه البيع والاستيثاق والتطبيق المعاصر ج1 : دراسة في الفقه الإسلامي مقارنا بالقانون مع تهذيب وترتيب وتبويب المغني لابن قدامة وتخريج أحاديثه، ومعاملات البنوك الحديثة في ضوء الإسلام، وقصة الهجوم على السنة من الطائفة الضالة في القرن الثاني إلى الطاعنين في عصرنا، وأثر تغير قيمة النقود في الحقوق والالتزامات الآجلة، وفوائد البنوك وشهادات الاستثمار في ضوء الكتاب والسنة والإجماع، والتضخم في ميزان الفقه الإسلامي، والسياسة المالية (معالجة العجز في الميزانية).

    العلماء الذين تعلم عليهم أو التقاهم:

    ومن مآثر الشيخ - يرحمه الله تعالى - أنه تربى على مشايخ العصر، مشايخ كبار، منهم:

    فضيلة الشيخ / مصطفى زيد - أشرف على رسالة الماجيستير

    - فضيلة الشيخ / محمد أبو زهرة - أشرف على رسالة الدكتوراه وبعد وفاته أتم الأشراف عليها الشيخ مصطفى زيد.

    - فضيلة الشيخ / علي حسب الله.

    - فضيلة الشيخ / محمد المدني.

    - فضيلة الشيخ / عمر الدسوقي.

    كما عاصر عددا من العلماء والتقى بهم، ومنهم:

    فضيلة الشيخ / محمود محمد شاكر أبو فهر.

    - فضيلة الشيخ / جاد الحق شيخ الأزهر السابق رحمه الله.

    - فضيلة الشيخ / ابن باز سافر إليه الشيخ وناقشه في مسألة التورق.

    - فضيلة الشيخ / ابن عثيمين سافر إليه وناقشه في مسألة البيع الآجل.

    - فضيلة الشيخ / الألباني قابله في قطر و تناقش معه الشيخ في موضوع حديث الثقلين وذكر ذلك الشيخ في كتابه حديث الثقلين وفقهه.

    نسأل الله تعالى أن يغفر للشيخ الجليل والفقيه الكبير والمجاهد المرابط الشيخ الدكتور علي أحمد السالوس، وأن يرحمه، ويتقبل جهاده العلمي والدعوي، وأن يحشره مع العلماء العاملين والدعاة الصادقين الربانيين، ويخلفنا والعلم فيه خيرا، وإنا لله إنا إليه راجعون.

    كما نتقدم لأهله وكل محبيه وطلابه ولإخوانه وللأمّة كلها بخالص العزاء وصادق المواساة .

    إنا لله وإنا اليه راجعون .

    رابطة علماء أهل السنّة

    الثلاثاء : 07 محرم 1445هـ - 25 يوليو 2023 م

    وفاة الشيخ علي السالوس الفقيه العلامة

    الرابطة