غزة تنير ظلمة الحصار بـ581 من الحفظة يسردون القرآن على جلسة واحدة
رابطة علماء أهل السنةاليوم في قطاع غزة المحاصر يوم غير عادي، فهو يوم من أيام الله تعالى المباركة التي يجتمع في مساجدها "صفوة الحفاظ" الذي أطلقته جمعية دار القرآن الكريم والسُّنة، انطلاقاً من ساعات الفجر الأولى وهم يسردون آيات القرآن الكريم على جلسة واحدة من سورة "الفاتحة" حتى سورة "الناس".
مواكب الحفاظ الذين حمل تجمعهم 581 حافظاً وحافظة الذين تألقت أنوار المساجد بأصوات تراتيلهم لآيات الرحمن.
نعم هي نفسها غزة الجريحة التي ما زالت تضمد جراح أبنائها من ويلات الحرب الظالمة، تضمده بإيمانها بالله تعالى بترتيل آيات شفاء القلب المثقل بالأوجاع.
اليوم خرجت أفواج الحفظ من مختلف بيوت محافظات قطاع غزة وتجمعت في بيوت الله تعالى منذ ساعات الفجر الأولى لهذا الصباح المبارك للمشاركة ببركة آيات القرآن.
وكان الحفاظ منهم الرجل الكبير الذي اكتست لحيته بشيب الوقار، ومنهم النساء اللاتي يحملن بين أذرعهن الحنونة أطفالهن الرضع فلم تمنعهن مسؤولياتهن المختلفة واهتمامهن بأطفالهن وبيوتهن من المشاركة بهذا اليوم المبارك بعد أن اجتهدن لفترات طويلة من تثبيت حفظ القرآن الكريم ليأتين اليوم بسرده كاملاً على جلسة واحدة عن غيب.
وفي مشهد آخر، ستجد الشباب والفتية والأطفال كذلك كل واحد منهم يرتل آيات الله تعالى، فأحدهم قد وصل إلى الجزء العاشر، والثاني الخامس عشر، أما الثالث فقد وصل في السرد عن غيب في ترتيل سورة "الواقعة"، ولم يمنع فقدان البصر من أن يشارك ثلة من الحفظة ذات القلوب البصيرة في هذا اليوم المبارك، فإنهم وإن فقدوا نور أبصارهم، إلا أنهم لم يفقدوا بصيرة قلوبهم المتصلة بحب القرآن الكريم.
ما أعظمه من مشهد وبركات تتنزل على غزة لتضمد جراحها وأوجاعها! فهو يوم ليس مثل أي يوم، فهو يوم سيختم به قبل غروب شمسها بدعاء ختمة المصحف لـ581 حافظاً وحافظة.
فاطمة حمودة أول من انتهت بسرد القرآن الكريم في ست ساعات ونصف