بيان رابطة علماء أهل السنة بشأن اعتداء الكيان الصهيوني المحتل على أهل غزّة
رابطة علماء أهل السنةبسم الله الرحمن الرحيم
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } [الحج:39] صدق الله العظيم
الحمد ربّ العالمین، ولا عدوان إلاّ على الظّالمین، والصّلاة والسّلام على سیّدنا محمّد إمام المجاھدین وقائد الغرّ المحجّلین، وعلى آله وصحبه ومن تبعھم بإحسانٍ إلى یوم الدّین؛ وبعد:
فقد كشف العدو الصّھیونيّ من جدیدٍ عن وجھه الإجراميّ القبیح، حيث قام بقصف مدينة غزة، والمحاصرة منذ خمسة عشر عاما، في حلقة جديدة من سلسلة اعتداءاته التي لا تنتهي، ليقصف المدنيين العُزّل ويقتل النساء والأطفال بحجج واهية، كما قام بعملية اغتيال القائد تيسير الجعبري أحد أبرز قادة سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وما زال عدوانه مستمرا لليوم الثاني على التوالي حيث يركز في قصفه على المناطق السكنية، مما رفع عدد الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين والإصابات الحرجة.
وإنّ رابطة علماء أهل السنّة إذ تُدين هذا العدوان الهمجي المجرم، فإنها تتوجه في هذا البيان بالرسائل التالية:
أولاً: إلى المجاهدين في فلسطين، الانتباه إلى محاولة العدو الصهيوني لزرع بذور الفتنة بين الفصائل المجاهدة بادعائه استهداف فصيل دون آخر، ونذكّرهم بقول ربنا عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) ( الصف - 4 ).
ثانیًا: ندعو أھلنا في فلسطین الحبیبة وفي غزّة العزّة، للالتفاف حول قادة المقاومة، ودعمهم بكل ما أوتوا من قوة، وللثبات أمام هجمات العدو الغاصب، مستمسكين بحبل الله المتين، وأروا الله من أنفسكم خيرا، ونذكركم بقول الله عز وجل: "انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاھِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِیلِ اللهَِّ ۚ ذَٰلِكُمْ خَیْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" التّوبة: 41
ثالثًا: تؤكد الرابطة على وجوب التفاف الأمّة حول المقاومة الفلسطينيّة ودعمها في حربها مع الكيان الصّهيونيّ، بكلّ الوسائل الممكنة الماديّة والمعنويّة، وإنّ دعم المقاومة الفلسطينيّة في مواجهتها للعدوان المجرم، هو من ضروب الجهاد في سبيل الله تعالى، كل بما يستطيعه.
رابعًا: تدعو الرابطة الأنظمة العربية والإسلامية للقيام بواجبها نحو وقف هذا العدوان، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، واستخدام كل الوسائل المتاحة لنصرة المظلومين، فالسكوت خيانة، والاستنكار ودعاوى ضبط النفس فقط، لا تكفي لوقف نزيف الدم.
خامسًا: تطالب الرابطة النظام المصري برفع الحصار المفروض على القطاع، وعدم الاشتراك مع العدو الصهيوني في خنق الشعب الفلسطيني في غزة.
سادسا: تطالب الرابطة الشّعوب الإسلامیّة إلى التحرّك في المیادین، كلُ بما يستطيع، لا سیما في البلاد المحیطة بفلسطین الحبیبة، والنزول إلى المیادین والسّاحات حیث یمكن ذلك وهو من صور النفیر المحمود والمساندة الواجبة.
سابعًا: تؤكد الرابطة على وجوب الجھاد بالمال نصرةً لإخواننا في فلسطين، ونذكرهم بقوله تعالى: "الَّذِینَ آمَنُوا وَھَاجَرُوا وَجَاھَدُوا فِي سَبِیلِ اللهَِّ بِأَمْوَالِھِمْ وَأَنفُسِھِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً ۚ عِندَ اللهَِّ وَأُولَٰئِكَ ھُمُ الْفَائِزُونَ" التوبة: 20
أیّھا المسلمون، إخوانكم في فلسطين يتعرّضون لظلم بيّن من العدو الصهيوني المحتل، والنصرة واجبة، والله يقول: (إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ) (الأنبياء - 92).
ولينصرنّ الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.
صدر عن المكتب التنفيذي لرابطة علماء أهل السنة
8 محرم 1444هـ الوافق 6 أغسطس 2022م.