الأحد 24 نوفمبر 2024 09:40 مـ 22 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار فلسطين المحتلة

    ندوة في الأردن: المصالحة الفلسطينية ”مستحيلة”

    رابطة علماء أهل السنة

    شدد المؤرخ والباحث الفلسطيني صالح عبد الجواد، في ندوة عقدت في العاصمة الأردنية عمّان،أمس السبت، على "استحالة إنهاء الإنقسام الفلسطيني"، مشيرا إلى أن طرفي الانقسام يحملان مشروعين متناقضين، متوقعا في الوقت ذاته من تحقيق المقاومة الفلسطينية مزيدا من التقدم والتأثير.

    و انطلقت، بعد ظهر اليوم السبت، فعاليات الجلسة الثانية من ندوة "نحو مشروع وطني (فلسطيني) جامع: متطلبات وآليات التجديد والتعزيز"، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط (مركز بحثي مستقل) في العاصمة الأردنية عمّان.

    وأدار الجلسة اللواء المتقاعد من الجيش الأردني، والمحلل السياسي محمود ارديسات.

    وبدأت فعاليات الجلسة باستعراض مدير مركز" الزيتونة" للدراسات والاستشارات (مقره بيروت)، محسن صالح، لورقة أعدّها، تتناول التحولات والمحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية، خلال الأعوام العشرة الماضية، وتأثير ذلك على المشروع الوطني الفلسطيني.

    وأشار صالح، في سياق الحديث عن تأثر الوضع الداخلي الفلسطيني بالمتغيرات الإقليمية، إلى تعمُّق أزمة البنى التمثيلية للشعب الفلسطيني، وتكرر الدور الأمني للسلطة الفلسطينية، لافتًا إلى أنه "وعلى الرغم من أكثر من 56 مرة أعلنت خلالها السلطة عن إيقافها للتنسيق الأمني، فإنّ ذلك لم يتم".

    وقال مدير مركز الزيتونة إن المقاومة الفلسطينية "أثبتت مكانتها، وصاعدت قوتها العسكرية، وتمكنت من خوض الحروب، فيما شكلت غزة معقلاً للمقاومة، بالتزامن مع حالة انتفاضة شعبية في القدس بين عامي 2015 - 2017".

    وأضاف: "ظهرت إبداعات الشباب في العمل الفردي، ومسيرات العودة، وهذا المشهد المقاوم لم ينجح أحد في تهميشه، ولكنه يعاني من حالة صعود بطيء تكتنفه الصعوبات، ومن أهمها صعوبة التمثيل".

    وزاد: "من الصعوبات التي تواجه المقاومة استمرار الانقسام الفلسطيني، إذ سعت السلطة الفلسطينية لتهميش دور حماس في التمثيل وصناعة القرار السياسي الفلسطيني" على حد وصفه.

    واعتبر صالح أن "مسار المقاومة الفلسطينية عاد اليوم ليشكل خيارًا لدى معظم أبناء الشعب الفلسطيني، مع بيئة دولية متعاطفة مع فلسطين، وهناك تقدم في الحالة الشعبية الدولية، تتمثل بحركات المقاطعة، وغيرها".

    ولفت إلى أن ذلك "أسهم في تراجع شعبية الاحتلال دوليًا بنسبة تقدر بـ20 في المائة، والعالم يتجه نحو نظام متعدد القطبية، سيؤدي لخلق بيئة دولية مختلفة تتيح المزيد من مجالات التقدم، والصعود للمقاومة، وتجاوزها لمسار التسوية السلمية".

    المصالحة الفلسطينية "مستحيلة"

    بدوره، تناول الكاتب والباحث والمؤرخ الفلسطيني، صالح عبد الجواد، "انعكاسات البيئة السياسية والعربية والإقليمية والدولية على المشروع الوطني الفلسطيني بين عامي 2011 و2021".

    وشدد عبد الجواد، في مداخلته، على رؤيته بـ"استحالة حدوث المصالحة الفلسطينية".

    وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها أن "حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترى أنّ تحرير فلسطين يتم عبر الكفاح المسلح، بخلاف الرؤية السياسية الحالية لحركة فتح، التي ترى في التسوية السلمية خيارًا استراتيجيًا لها".

    واعتبر عبد الجواد أن "فلسطين هي الأكثر تأثرًا بالظروف الإقليمية، من انهيار الدولة العثمانية، وما تلا ذلك، ومن ثم حالة التحرر العربي، والإنجازات التي حققتها منظمة التحرير الفلسطيني".

    وأضاف: "منذ عام 1975 وحتى اليوم ونحن نرى تراجع القضية الفلسطينية، بفعل كامب ديفيد، والحرب العراقية - الإيرانية، وحرب الخليج، وانهيار الاتحاد السوفياتي".

    ويرى الباحث الفلسطيني أن الحرب الروسية - الأوكرانية شكلت "انفراجة إقليمية"، مشيرًا إلى أنها "ساهمت في محاولة خلق نظام دولي جديد، عبر عملية خلق مخاض عسير".

    ويعتقد عبد الجواد أنه سيترتب على النظام الدولي الجديد "أفول أمريكا وإسرائيل، ولكن سيكون هناك قوة دولية داعمة للاحتلال الصهيوني مثل الولايات المتحدة، وذلك بسبب العلاقة الدينية الأيدولوجية بين الطرفين" وفق تعبيره.

    ولفت إلى أن "صعود المقاومة الفلسطينية اليوم، يتزامن مع وجود موقف دولي داعم للقضية الفلسطينية".

    واستدرك، في سياق الحديث عن "الانفراجة"، أن "هناك احتمالاً، لأول مرة منذ عام 2006، لتفجر حرب إقليمية بسبب موضوع النفط اللبناني، وذلك من عوامل الانفراجة الدولية المنتظرة" على حد وصفه.

    وافتتح مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، في وقت سابق اليوم السبت، فعاليات ندوة علمية تحت عنوان (نحو مشروع وطني فلسطيني جامع: متطلبات وآليات التجديد والتعزيز)، وذلك في قاعة المؤتمرات الخاصة بالمركز، في العاصمة الأردنية عمّان.

    وتضم الندوة نخبةٌ من الباحثين والمختصين الفلسطينيين والأردنيين، ضمن ثلاث جلسات، تتناول الأولى منها "المشروع الوطني الفلسطيني: المفهوم والممارسة والأزمة"، وتناقش الثانية "انعكاسات البيئة الداخلية والخارجية على المشروع الوطني الفلسطيني"، أمّا الثالثة فتدور حول "المشروع الوطني الفلسطيني: الأهداف والأدوار، التحديات والفرص".

    وناقشت الجلسة الأولى من الندوة "المشروع الوطني الفلسطيني: المفهوم والممارسة والأزمة"، وأدارها رئيس الديوان الأردني الأسبق، جواد العناني، وتحدث خلالها كل من أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، أيمن يوسف، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، والباحث والمؤرخ الفلسطيني، ماجد كيالي.

    ندوة الأردن المصالحة الفلسطينية مستحيلة حماس فتح السلطة المقاومة

    أخبار