ندوة في الأردن: المصالحة الفلسطينية ”مستحيلة”
رابطة علماء أهل السنةشدد المؤرخ والباحث الفلسطيني صالح عبد الجواد، في ندوة عقدت في العاصمة الأردنية عمّان،أمس السبت، على "استحالة إنهاء الإنقسام الفلسطيني"، مشيرا إلى أن طرفي الانقسام يحملان مشروعين متناقضين، متوقعا في الوقت ذاته من تحقيق المقاومة الفلسطينية مزيدا من التقدم والتأثير.
و انطلقت، بعد ظهر اليوم السبت، فعاليات الجلسة الثانية من ندوة "نحو مشروع وطني (فلسطيني) جامع: متطلبات وآليات التجديد والتعزيز"، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط (مركز بحثي مستقل) في العاصمة الأردنية عمّان.
وأدار الجلسة اللواء المتقاعد من الجيش الأردني، والمحلل السياسي محمود ارديسات.
وبدأت فعاليات الجلسة باستعراض مدير مركز" الزيتونة" للدراسات والاستشارات (مقره بيروت)، محسن صالح، لورقة أعدّها، تتناول التحولات والمحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية، خلال الأعوام العشرة الماضية، وتأثير ذلك على المشروع الوطني الفلسطيني.
وأشار صالح، في سياق الحديث عن تأثر الوضع الداخلي الفلسطيني بالمتغيرات الإقليمية، إلى تعمُّق أزمة البنى التمثيلية للشعب الفلسطيني، وتكرر الدور الأمني للسلطة الفلسطينية، لافتًا إلى أنه "وعلى الرغم من أكثر من 56 مرة أعلنت خلالها السلطة عن إيقافها للتنسيق الأمني، فإنّ ذلك لم يتم".
وقال مدير مركز الزيتونة إن المقاومة الفلسطينية "أثبتت مكانتها، وصاعدت قوتها العسكرية، وتمكنت من خوض الحروب، فيما شكلت غزة معقلاً للمقاومة، بالتزامن مع حالة انتفاضة شعبية في القدس بين عامي 2015 - 2017".
وأضاف: "ظهرت إبداعات الشباب في العمل الفردي، ومسيرات العودة، وهذا المشهد المقاوم لم ينجح أحد في تهميشه، ولكنه يعاني من حالة صعود بطيء تكتنفه الصعوبات، ومن أهمها صعوبة التمثيل".
وزاد: "من الصعوبات التي تواجه المقاومة استمرار الانقسام الفلسطيني، إذ سعت السلطة الفلسطينية لتهميش دور حماس في التمثيل وصناعة القرار السياسي الفلسطيني" على حد وصفه.
واعتبر صالح أن "مسار المقاومة الفلسطينية عاد اليوم ليشكل خيارًا لدى معظم أبناء الشعب الفلسطيني، مع بيئة دولية متعاطفة مع فلسطين، وهناك تقدم في الحالة الشعبية الدولية، تتمثل بحركات المقاطعة، وغيرها".
ولفت إلى أن ذلك "أسهم في تراجع شعبية الاحتلال دوليًا بنسبة تقدر بـ20 في المائة، والعالم يتجه نحو نظام متعدد القطبية، سيؤدي لخلق بيئة دولية مختلفة تتيح المزيد من مجالات التقدم، والصعود للمقاومة، وتجاوزها لمسار التسوية السلمية".