ليبيا ... شباب بنغازي ينتفض وحفتر يوجه شبابها ضد الثني وعقيلة
رابطة علماء أهل السنةتمكن عشرات الشباب بمدينة بنغازي الليبية (شرق) من كسر حاجز الخوف والخروج في مظاهرات غاضبة منددة بالأوضاع الاجتماعية المزرية.
وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة البيضاء (شرق بنغازي)، وتم إحراق صورة الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، المسيطر على المنطقة الشرقية للبلاد.
فرغم القبضة الحديدية لمليشيا حفتر وأبنائه على المدينة، إلا أن شباب بنغازي وحتى نساءها خرجوا في مظاهرات، مساء الخميس، استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة، وجابت عدة شوارع، بحسب ما أظهرته فيديوهات بثتها قنوات محلية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وصرخت إحدى النساء في مظاهرة بنغازي قائلة: "نريد كهرباء وماء وسيولة مالية"، واشتكى آخر من انقطاعات في الكهرباء والماء لفترات طويلة، وأشار إلى أن أسعار المياه المعبأة ارتفعت بشكل فاحش.
وهتف آخرون بشعار ثورة 17 فبراير، "دم الشهداء ما يجيش (لا يأتي) هباء".
فيما تلى أحد المتظاهرين وحوله شباب يكبرون من حين لآخر، بيانا، طالبوا فيه "بإسقاط جميع أجسام الدولة التي عجزت عن خدمة المواطنين".
وردد بعض الشباب الغاضب "لا حكومة لا نواب.. الشعب الليبي مش كذاب".
وانتقلت شرارة المظاهرات إلى مدينة البيضاء، مركز منطقة الجبل الأخضر، حيث نقل موقع بوابة الوسط (مقرب من حفتر)، عن شهود عيان، خروج تظاهرة حاشدة وسط المدينة، للمطالبة بإسقاط حكومة عبدالله الثني، بسبب شح المياه، والانقطاع المتكرر للكهرباء.
** حفتر يحاول استخدام المظاهرات ضد الثني وعقيلة
وتحدثت وسائل إعلام محلية، عن اختلاف بين الشباب المحتجين، ففيهم من هاجم حفتر وحمّله مسؤولية الأزمات التي تعيشها البلاد، بينما اعترض آخرون على ذلك.
وفي هذا الصدد، أوضحت الناشطة الحقوقية نادين الفارسي، في تصريح صحفي، أن مليشيات حفتر اخترقت المتظاهرين وحاولت توجيه الاحتجاجات ضد مجلس نواب طبرق، وحكومة عبد الله الثني (مؤقتة وغير معترف بها دوليا).
وتحدثت الفارسي، في إحدى تدويناتها على الفيسبوك، عن تسريبات بأن "الثني"، سوف يقدم استقالته من رئاسة الحكومة المؤقتة، هو وعدد من الوزراء التابعين له.
وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع، ولتفادي مخططات حفتر للإطاحة به بعد التقدم في مشاورات بوزنيقة بالمغرب، سارع رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، لدعوة الثني، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي بالبيضاء (البنك الموازي)، ورئيس الهيئة العامة للكهرباء، وعددا من المسؤولين، لاجتماع عاجل، لتلبية مطالب المحتجين.
** احتقان سبق العاصفة
وشهدت المنطقة الشرقية منذ أيام حالة احتقان، بعد مصادرة مليشيات حفتر أراضي يملكها مواطنون من قبائل "العواقير" بمنطقة "الحوتة" في بنغازي، ووقعت مواجهات بعد أن رفض ملاك الأراضي التنازل عن أملاكهم، حيث اعتقل بعضهم.
وبدأت دعوات التظاهر في بنغازي ضد تدهور الأوضاع الاجتماعية وتغول الفساد مطلع أغسطس/آب الماضي، وفي 23 من نفس الشهر خرجت مظاهرات في بنغازي، وعدة مدن بينها سرت (شمال) وسبها (جنوب)، وتلتها مظاهرة في مدينة القبة معقل عقيلة صالح.
وقمعت مليشيات حفتر هذه المظاهرات بالقوة، واعتقلت 5 ببنغازي و80 بسرت، بحسب منظمة رصد الجرائم الليبية (حقوقية).
كما انتشرت ظاهرة الاختطاف في المناطق التي يسيطر عليها حفتر، ومن المختطفين وزير المالية بحكومة الثني كامل الحاسي، وعجوز من قبيلة الحاسة في البيضاء، والنائبة سهام سرقيوة، التي اختطفت من بيتها في يوليو/تموز 2019 لمعارضتها الحرب على طرابلس.
واشتكى أطباء وممرضون في بنغازي، من اعتداءات مليشيا حفتر وأبنائه على العاملين في قطاع الصحة بالضرب والشتم، لأسباب مختلفة بينها وفاة أحد رفاقهم بكورونا، بحسب بعض الشهادات.
وارتفع عدد المصابين والوفيات بكورونا بشكل غير مسبوق، رغم محاولات التكتم عنه في المنطقة الشرقية، لكن الأمور خرجت عن السيطرة، في ظل منظومة صحية على حافة الانهيار بكامل البلاد.
ومساء الجمعة، أعلنت شركة الكهرباء خروج محطة السرير لإنتاج الكهرباء "بالكامل عن العمل بسبب نفاد الوقود من خزانات المحطة"، مما سيزيد من معاناة الناس في المنطقة الشرقية من انقطاعات الكهرباء.
وتسبب قطع مليشيات حفتر لحقول وموانئ النفط في أزمة خانقة للوقود والغاز الذي تنتج منه الكهرباء، ونقص في السيولة المالية بالبنوك بعد أن تجاوزت خسائر البلاد 8 مليارات دولار.