صحيفة: إسرائيل تعد لعملية عسكرية واسعة ضد غزة بعد الانتخابات
رابطة علماء أهل السنةمع قرب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من آذار/مارس المقبل، والتي تُعد الجولة الثالثة خلال أقل من عام، تتزايد التقارير الإسرائيلية المُلوحة بشن عدوان إسرائيلي على قطاع غزة.
وتتناغم هذه التقارير، مع تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، والتي تهدد قطاع غزة بحرب "ساحقة"، بدأها مع تأزم موقفه داخليا مع اقتراب محاكمته بقضايا فساد، واستطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تفوق زعيم تحالف "أزرق أبيض"، بيني غانتس بالانتخابات المقبلة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، المقربة من حزب "الليكود" الحاكم الذي يرأسه نتنياهو، النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي يُعد لعملية واسعة ضد قطاع غزة بعد الانتخابات التي ستجري في الثاني من آذار/مارس المقبل.
وأفادت الصحيفة العبرية، أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترجح أن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن انتخابات الإسرائيلية منعت الجيش الإسرائيلي من شن العملية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو (لم تكشف عن هويته)، أن الحكومة الإسرائيلية في حالة قصوى من ضبط النفس في ما يتعلق بفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وسط ترقب لليوم الأول التي يتلو موعد الانتخابات الإسرائيلية القريبة.
ووفقًا للتقرير فإن القيادة العسكرية في الجيش الإسرائيلي لا تزال تأمل في أن يدفع الوسيط المصري حركة "حماس" إلى وقف إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات المتفجرة تجاه المستوطنات المتاخمة للقطاع، والتي تصاعدت بعد الإعلان عن "صفقة القرن" الأمريكية المزعومة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي، لم تذكر اسمه، قوله: "كان بإمكان الجيش الإسرائيلي تصعيد الموقف بسهولة، وكان هذا الأمر سيؤدي إلى نفس العملية العسكرية التي تحدث عنها رئيس الوزراء مؤخرا"، في إشارة إلى ما قاله نتنياهو من إنه "على حماس أن تستعد لمفاجأة حياتها".
وبرر المسؤول العسكري الإسرائيلي تأجيل العملية العسكرية، إلى "الحملة الانتخابية، والتقييم بأن الحملة العسكرية الواسعة ستؤدي الى تشويش العملية الانتخابية، وربما تؤدي إلى تأجيل الانتخابات، فإن الجيش يفضل في المرحلة الحالية الردود المتناسبة، وتجنب التدابير التي قد تؤدي إلى إرجاء الاقتراع".
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية عسكرية واسعة قد تخدم نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينيت.
وكان نتنياهو، قد صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، بأنه لا يوجد حلول سحرية للتخلص من المخاطر القادمة من قطاع غزة، حتى بعد عملية عسكرية واسعة النطاق".
وأضاف أنه سيقع عبئ تحمل أعباء مليونين من الفلسطينيين على عاتق "إسرائيل" حينها.
وتابع حديثه: "هنالك فرصة لعملية عسكرية قوية جداً ومختلفة، ولن أخوض في تفاصيلها إذا لم تتوقف الصواريخ والبالونات بشكل كامل".
وتأتي تصريحات نتنياهو الأخيرة في ذروة تصريحات هجومية وحادة تجاه قطاع غزة صدرت عن وعن وزير جيشه خلال اليومين الماضيين، وهي تحذيرات من عملية عسكرية مباغتة يجري التخطيط لها ضد قطاع غزة إذا لم يسد الهدوء تلك الجبهة.
وكانت وزارة "القضاء" الإسرائيلية، أعلنت أمس الأربعاء، عن أسماء القضاة الذين سيشكلون الهيئة القضائية، في المحكمة "المركزية" الإسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، التي ستنظر في اتهامات الفساد التي وجهتها النيابة العامة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأشارت الإذاعة العبرية، إلى أنه "بعد تحديد هيئة القضاة من المرجح ان يخوض نتنياهو معركة قضائية قد تستغرق أشهر عديدة".
وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية افيخاي ماندلبليت قدم، الشهر الماضي، لائحة الاتهام إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس بعد فشل نتنياهو في الحصول على حصانة برلمانية.
وشملت اللائحة المقدمة ضد نتنياهو ثلاثة ملفات تتضمن تلقيه هدايا ومزايا من رجال أعمال، مقابل تسهيلات، واتهامه بمحاولة التوصل إلى اتفاق مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" للحصول على تغطية إيجابية لأنشطته في الصحيفة، مقابل إضعاف صحيفة "إسرائيل اليوم" المنافسة.
والملف الأخير وهو الأكثر خطورة حيث يتضمن اتهامات لنتنياهو بإعطاء مزايا وتسهيلات مالية للمساهم المسيطر في شركة الاتصالات "بيزك" شاؤول ألوفيتش، مقابل الحصول على تغطية إيجابية في الموقع الإعلامي المملوك لآلوفيتش "والا". -
وكان نتنياهو طلب الحصول على الحصانة البرلمانية من أجل تأجيل محاكمته، لكن تراجع عن ذلك لاحقا، بسبب عدم وجود أغلبية في الكنيست تؤيد منحه الحصانة، ويتوقع بدء محاكمته بعد انتخابات الكنيست، التي ستجري في 2 آذار/مارس.