تشاووش أوغلو: سنواصل الرد على النظام السوري إن تكرر استهدافه لقواتنا
رابطة علماء أهل السنةقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده ستواصل الرد على النظام السوري إن كرّر استهدافه القوات التركية في إدلب.
جاء ذلك في كلمة له الثلاثاء، خلال اجتماع تحت عنوان "آسيا من جديد" بخصوص سياسة تركيا الخارجية، حضره سفراء وممثلي تركيا في القارة.
وأوضح تشاووش أوغلو: "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف قواتنا في إدلب، قمنا بالرد وسنواصل الرد إن تكررت".
وأردف :" يقع على عاتق روسيا مهمة كبيرة في إيقاف وقاحة نظام الأسد التي زادت في الآونة الأخيرة".
وبيّن تشاووش أوغلو:" الجروح بدأت تصيب مساري أستانة وسوشي (حول سوريا) ولكنهما لم ينتهيا تماما ".
وأكد تشاووش أوغلو: "العذر الروسي بعدم قدرتهم التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً".
وأردف قائلا: "اتصلت قبل أسبوع بنظيري الروسي سيرغي لافروف، وأبلغته بأن هجمات النظام بدأت تزداد وتولّد نتائج سلبية، وشدّدت على وجوب وقف تلك الهجمات التي تسببت في نزوح عشرات الآلاف نحو الحدود التركية".
وصرّح تشاووش أوغلو، أنه أبلغ نظيره الروسي أيضا، بتحرش النظام السوري بنقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، ودعاه إلى العمل على وقف تلك التحرشات مباشرة.
وأشار إلى ازدياد هجمات النظام السوري بالتزامن مع الجهود المبذولة لإحلال وقف إطلاق نار دائم في البلاد والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
واستطرد قائلا: "بالطبع قمنا بالرد على استشهاد جنودنا، وكبدناهم خسائر كبيرة، وأبلغت لافروف في مكالمتنا أمس بوجوب وقف هجمات النظام على الفور".
وجدّد تأكيده على أن النظام السوري لا يؤمن بالحل السياسي، بل يفضّل الخيار العسكري لإنهاء الأزمة القائمة في البلاد.
ولفت إلى وجوب سعي تركيا وروسيا للحفاظ على مساري أستانة وسوتشي وتعزيزهما من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وأشار إلى أن أضرارا ستلحق بمساري أستانة وسوتشي في حال واصل النظام السوري هجماته.
وتابع قائلا: "ما يجب فعله عاجلا، هو وقف هجمات النظام وإتاحة الفرصة لعودة النازحين إلى ديارهم، وكنا ننتظر مواصلة النظام هجماته للسيطرة على إدلب بحجة وجود إرهابيين فيها".
وفيما يخص نقاط المراقبة التركية في إدلب، قال تشاووش أوغلو، إن مهمة هذه النقاط، مراقبة انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، وهناك تحرشات تطال تلك النقاط، ومن حقنا تعزيز تواجدنا هناك".
وردا على سؤال حول إعلان واشنطن دعمها لرد تركيا المشروع على هجوم النظام السوري، قال تشاووش أوغلو: "نسمع مثل هذه التصريحات من واشنطن والاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة، لكن تلك الدول لم تفعل شيئا حيال اللاجئين باستثناء ألمانيا".
وأردف قائلا: "تركيا الأن تستضيف 4 ملايين سوري، ولو جاء مليونان آخران فهذا سيكون عبأً كبيرا علينا".
والإثنين، استشهد 7 جنود أتراك ومدني، جراء قصف مدفعي مكثف للنظام السوري في محافظة إدلب.
وأوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن القوات التركية ردّت فورا على مصادر النيران.
وأضاف البيان، أن القوات التركية موجودة بالمنطقة لمنع نشوب اشتباكات في إدلب، وأن النظام السوري أطلق النار ضدها رغم أن مواقعها كانت منسقة مسبقًا.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الجاري، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.
وعن مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي أمس في مدينة جدّة السعودية، اوضح تشاووش أوغلو أن المنظمة رفضت صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف قائلا: "منظمة التعاون الإسلامي رفضت خطة السلام المزعومة، فهذه الخطة هي خطة احتلال وليست خطة سلام".
ولفت إلى أن بعض الدول الإسلامية لم تدل بالتصريحات المأمولة عقب الإعلان عن صفقة القرن، بل أدلت بتصريحات تُريح الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتضمن خطة ترامب، إقامة دولة فلسطينية في صور "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل.
ورفضت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة ترامب، باعتبار أنها "لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وتخالف مرجعيات عملية السلام".