الإمارات تبني جيش موازي في الساحل الغربي… كيف تؤثر على الحكومة اليمنية الشرعية والحرب في الحديدة؟!
رابطة علماء أهل السنةيكتنف الغموض المشهد اليمني ومستقبل الحديدة تحديدا، بعد الحديث عن وجود قيادة موحدة في الساحل الغربي من اليمن.
وكشف مصدر عسكري بارز لـ”اليمن نت” عن تشكيل الإمارات العربية المتحدة قيادة مشتركة للقوات الموجودة في الساحل الغربي، بقيادة طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق.
وبحسب تلك المصادر فإن أبوظبي لم تستشر الحكومة اليمنية أو رئاسة هيئة الأركان التي علمت بعد الإعلان عن هذه القيادة، وهو ما يثير كثير من التساؤلات حول إمكانية عمل تلك القوات تحت راية الجيش من عدمه، خاصة أن طارق لا يعترف بالشرعية.
في المقابل نفى ناطق عمليات القوات المتمركزة في الساحل الغربي وضاح الدبيش، تلك الأنباء. موضحا في تسجيل صوتي منسوب له أن القوات هناك تتكون من العمالقة، والتهامية، والقوات التي يقودها طارق صالح.
وقد تزامن هذا مع قيام الإمارات بسحب قواتها من أكثر من منطقة، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين مؤشرا خطيرا على سعيها نحو إعادة التموضع في البلاد الذي سيخلق مزيد من التعقيدات في الملف اليمني.
وكان وزير الدولة عبدالرب السلامي حذر في منشور له بصفحته بموقع الفيسبوك، من خطورة هيكلة ألوية الساحل الغربي، وعملها خارج نطاق الجيش.
وتملك أبوظبي 90 ألف مقاتل يمني في المحافظات المحررة وتديرهم بعيداً عن الحكومة الشرعية وهيئة الأركان.
إشراف الإمارات
في تعليقه على ذلك التوجه، قال الصحفي حسن الفقيه إنه كان متوقعا أن يتم توحيد الأولوية القتالية في الساحل الغربي؛ لأنها وإن كانت تشكيلات مختلفة إلا أنها تبدو موحدة تتحرك وفق إمرة من يقوم بتأسيسها وتحريكها وتسليحها.
ولذلك ذكر لـ”اليمن نت” أن تأخر الإعلان عن توحيد هذه القوات مجرد تكتيك تزامنا مع بدء الإمارات الدولة الثانية في التحالف سحب قواتها تدريجيا من اليمن ومن الساحل الغربي كما أوردت التقارير، وهو دلالة على أن القوات التي كانت تتولى دعمها وإسنادها ستقوم بمهمتها على أكمل وجه من خلال هذا الإعلان.
وتوقع أن تتولى الإمارات الإشراف والتوجيه على القوات المتواجدة في الساحل الغربي حتى وإن انسحبت تماما من هناك، معللا ذلك بالقول “لأنها تعتبرها بمثابة تركتها وغنيمتها التي حصلت عليها على هامش الحرب، ومن المبكر الجزم أن وزارة الدفاع ستتولى تحريكها والإشراف المباشر عليها، خصوصا أن هناك تشكيلا بينها يرفض الاعتراف بالشرعية صراحة”.
الحديدة.. المستقبل الغامض
وبخصوص وجود نية لتحرك عسكري في الحديدة التي تشهد ركودا واضحا في الجبهات نتيجة الضغط الدولي بهذا الاتجاه، لم يستبعد الفقيه ذلك لأن الأفق السياسي يزداد انسدادا كل يوم خصوصا ما يتعلق بملف هذه المحافظة.
لكن التحرك –بالنسبة للفقيه- مرتبط بمدى تمكن التحالف من انتزاع قرار إعادة الزخم العسكري للمعركة، وتحريك القوات لإحكام سيطرتها على المدينة والموانئ خصوصا أن ذلك يتزامن مع تصعيد عسكري حوثي على الأرض غير مسبوق. لافتا إلى أن استئناف معركة الحديدة يحتاج لضغط وقرار من قبل المجتمع الدولي.
يُذكر أن هناك بيان وزعته كتائب طارق صالح يوم الثلاثاء، قال إنه جرى تشكيل قيادة مشتركة تمثل كافة القوات المرابطة في الساحل الغربي، وغرفة عمليات مرتبطة بقوات التحالف العربي.
الثِقل خلف الإمارات
في صعيد متصل أشار الإعلامي عبدالكريم الخياطي إلى أن الساحل الغربي فيما عدا ميدي، كان جبهة مهملة بالنسبة للشرعية و التحالف، و كانت المنطقة العسكرية الخامسة مسؤولة عن التحرك باتجاه الحديدة لكنها ظلت ترواح مكانها لأسباب كثيرة أهمها عدم ثقة و دعم التحالف لها.
واستطرد في حديثه مع “اليمن نت” القيادة الموحدة للساحل الغربي اليوم هو في معزل عن هذه المنطقة وبدأ مؤخرا بعد السيطرة على المخا، موضحا أن قوات العمالقة التي كانت تشكيلات جنوبية وسلفية هي مختلفة الولاء بين الولاء للشرعية ممثلة بالرئيس هادي والولاء للإمارات و غالبيتهم من المقاومة الجنوبية، لافتا إلى أن تأثيرهم لم يكن كبيرا.
ثم تشكلت ألوية حراس الجمهورية بقيادة طارق صالح و التي ترمي بثقلها كاملا وراء الإمارات و رفضت إعلان الولاء للجيش الوطني الشرعي و تحركت إلى جانب العمالقة باتجاه الحديدة، و معها التشكيل الثالث وهو المقاومة التهامية، و هي مقاومة متنوعة في الجغرافيا و الولاء و كانت غالبا تأخذ توجيهاتها من الجيش الوطني و من السعودية، يستعرض الخياطي.
وأفاد الخياطي أن إعلان تشكيل القيادة الموحدة جاء بعد أن تأكدت الامارات أنها استطاعت اختراق كل التشكيلات، و أصبحت جميعا توالي الإمارات مع بعض التململ من قيادات ترى أن التحركات الإماراتية غير مطمئنة.
واستدرك لكن الإمارات طوال الفترة السابقة عملت على إبعاد هذه القيادات و استطاعت استقطاب معظم القيادات و الدفع بأخرى، فضلا عن إعادتها التموضع لما بعد الحرب مع الحوثي.
و يبدو بالنسبة للخياطي أن التشكيلات هذه ستكون اليد التي تضرب بها الإمارات أي تحرك وطني لتوحيد الجيش والعمل العسكري في جميع الأراضي المحررة، وستبقى هذه القوات في مكانها و لن تتحرك إلا في اتجاه تعز لأسباب كثيرة تتعلق بمصالح أبوظبي و صناعة الحرب الجديدة.
المصدر : يمن نت