فلسطين | دويّ القصف الإسرائيلي ينوب عن صوت ”المسحراتي” العذب في غزة
رابطة علماء أهل السنةأمسك الفلسطينيون في قطاع غزة، بأول أيام شهر رمضان المبارك، على أصوات القصف الإسرائيلي، بعد أن غيّب دوي الانفجارات صوت المسحراتي العذب.
وفي ظل غياب المسحراتي، الذي كان يقرع طبلته ليوقظ الناس لتناول طعام السحور، ظلت طائرات الاحتلال تقرع طبول الحرب طوال الليل، حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، لتعلن مصر التوصل إلى وقف إطلاق النار مع بدء الفلسطينيين إمساكهم عن الطعام، لتمسك المقاومة كذلك عن إطلاقها للصواريخ من قطاع غزة التزما بالتهدئة، ما التزم بها المحتل.
أجواء القصف
يقول المواطن براء مصطفى (43 عاما) لـ "قدس برس": "في العادة أجد صعوبة كبيرة في إيقاظ أولادي للسحور، ولكن هذه الليلة، لم أجد أي عناء، فهم أصلا مستيقظون من أصوات القصف الذي لم يهدأ".
وأضاف: "حينما تناولنا السحور لم تكن هناك أية أنباء قد وصلت بخصوص التهدئة، وقد هيأنا أنفسنا لليوم الثالث من العدوان، في أول أيام شهر رمضان المبارك، حتى جاءت الأخبار بعد انتهاء السحور بوجود تهدئة، ومع توقف القصف أدركنا أن الأمر حقيقي".
السحور الإجباري
أما الشاب حسام عطية (18 عاما) فقال لـ "قدس برس": "أنا لدي مشكلة كبيرة في الاستيقاظ لتناول طعام السحور، وأحيانا لا أقوم، ولكن ومع دخول وقت السحر، إذ بي أهرع فزعا من دوي القصف الإسرائيلي على غزة".
وأضاف: "شعرت أن البيت يهتز من شدة القصف، الذي كان قريب من بيتنا".
ومن جهته أوضح هشام سلامة (23 عاما) أن المسحراتي غاب في أول ليالي رمضان عن إيقاظ الناس ربما لأسباب أمنية، فالوضع كان صعبا جدا، فطائرات الاحتلال تستهدف كل شيء يتحرك.
وقال سلامة لـ "قدس برس": "تعودنا أن يأتي المسحراتي بطبلته أو بسيارة الإذاعة المستحدثة ليوقظ الناس على السحور وينادي عليهم كلا باسمه، ولكن هذه الليلة لم يأت، إلا أننا استيقظنا بفعل أصوات انفجارات الصواريخ التي كانت تطلقها طائرات الاحتلال، وكان دويها يفوق كل أصوات قرع الطبول".
التوصل إلى تهدئة
وتم فجر اليوم الاثنين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية بجهود مصرية، بعد جولة من التصعيد استمرت حوالي 40 ساعة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن الجهود المصرية والقطرية والأممية، نجحت في التوصل لاتفاق إطلاق النار في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"، بدءا من الساعة 4:30 من فجر اليوم الاثنين.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، في تصريح صحفي، إن الاتفاق بين المقاومة و"إسرائيل"، يشمل وقفاً لإطلاق النار مقابل التزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة، والمباشرة بالمشاريع الرئيسية.
وقال مراسل "قدس برس" في غزة انه لم يسمع منذ ذلك الوقت أي انفجارات في قطاع غزة وان الهدوء النسبي يسود في القطاع باستثناء تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدو طيار.
نتائج العدوان
واستشهد خلال العدوان على غزة الذي بدأ عند الساعة العاشرة من صباح يوم السبت الماضي، 25 فلسطينيا بينهم (3 سيدات و2 أجنة و رضيعتين وطفل)، في حين أصيب 154 آخرين بجراح مختلفة.
وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ والقذائف تجاه مستوطنة "كرات جات" غربي "تل أبيب" ومستوطنات "غلاف غزة" وعسقلان وبئر السبع، موقعة 4 قتلى وعشرات الإصابات.
وشنت طائرات الاحتلال بمختلف أنواعها إضافة للمدفعية والبوارج الحربية أكثر من 300 غارة استهدفت أكثر من (٣٢٠) معلما مدنيا في قطاع غزة، منها بنايات مدنية سكنية وتجارية ومقرات حكومية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضي ودفيئات زراعية، كما قصف ودمرت ١٨ بناية ومنزل بالكامل واستهداف ١٠ منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ.
كما تم هدم ٥٨ وحدة سكنية كليا، فيما تضررت ٣١٠ أخرى، وتم تدمير (٥) مؤسسات إعلامية متواجدة في بنايات مدنية تم قصفها.
المصدر : قدس برس