السودان | خمسة قتلى واعتصام متواصل أمام مقر قيادة الجيش
رابطة علماء أهل السنةأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة فى الاحتجاجات مقتل خمسة أشخاص وإصابة عدد آخر إصابات بعضهم خطيرة.
يتزامن ذلك مع مواصلة المتظاهرين الذين خرجوا السبت بذكرى انتفاضة 6 أبريل/نيسان 1985- اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش مطالبين بتنحي الرئيس عمر البشير وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة.
وقال المتحدث باسم الشرطة اللواء هاشم علي عبد الرحيم "مضابط الشرطة سجلت بلاغا بوفاة أحد المواطنين خلال أعمال شغب بشارع الأربعين بمدينة أم درمان غربي العاصمة" حسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
وأكد عبد الرحيم أن الشرطة تعاملت السبت مع التجمعات "غير المشروعة" بالعاصمة وعدد من الولايات وفق القانون.
المتظاهرون طالبوا برحيل الرئيس البشير أمام وزارة الدفاع (مواقع التواصل) |
اعتصام متواصل
وقد أعلن المتظاهرون أن اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش سيستمر إلى أن يسقط النظام مؤكدين سلمية حراكهم. كما عبروا عن امتنانهم للجيش الذي وفر لهم الحماية من السلطات الأمنية التي تسعى إلى فض الاعتصام.
وبالإضافة للمظاهرات التي خرجت بالخرطوم وعدة ولايات أخرى، شارك مئات من أعضاء الجالية السودانية في الولايات المتحدة بمسيرة للمطالبة بتنحي البشير بسبب ما وصفوه بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.
ودعا المتظاهرون بالمسيرة التي انتهت أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك مجلسَ الأمن الدولي والحكومة الأميركية للضغط على حكومة السودان لرفع حالة الطوارئ ودعم حق الشعب السوداني في تقرير مستقبله السياسي. وتزامنت المظاهرة مع مظاهرات مماثلة في عدد من المدن في العالم.
وفي أول رد فعل له على مظاهرات السبت، اعتبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن "أي تغيير بالبلاد يتم عبر الانتخابات".
وأكد رئيس الحزب المفوض أحمد هارون -عقب اجتماع للمكتب القيادي للحزب لبحث تطورات الوضع- التمسك بالتغيير المحتكم لرأي الشعب عبر الانتخابات، معتبرا ذلك "الطريق الوحيد للأمن والاستقرار".
من ناحية أخرى، أفرج جهاز الأمن عن عدد من المراسلين والمنتجين في مكتب الجزيرة بالخرطوم، بعد اعتقالهم واقتيادهم لجهة مجهولة.
وكان الأمن قد اقتحم في وقت سابق مكتب الجزيرة، واعتقل خمسة من الزملاء الصحفيين العاملين بالمكتب واعتدى عليهم بالضرب والإهانات اللفظية.
يُشار إلى أن متظاهرين كانوا قد اقتحموا السبت مقر إقامة الرئيس في الخرطوم، في حين دعا تجمع المهنيين السودانيين والقوى المتحالفة معه إلى اعتصام مفتوح أمام مبنى القيادة العامة للجيش في قلب العاصمة وباقي الولايات.الانحياز للشعب
وطالب التجمع وحلفاؤه الجيشَ بالانحياز للشعب، وسحب ثقته من البشير ونظامه، والاضطلاع بمهامه الدستورية في حماية البلاد وشعبها.
وكان آلاف المتظاهرين خرجوا إلى شوارع الخرطوم. ووصل كثير منهم إلى بوابة قيادة الجيش وسط العاصمة مطالبين بتنحي البشير، وبالحرية والعدالة. وضربت قوات الجيش طوقا حول مقر القيادة دون محاولة تفريق المتظاهرين.
كما احتشد المتظاهرون على بُعد مئات الأمتار من مقر إقامة الرئيس، وأطلقت عليهم السلطات الأمنية الغاز المدمع بغية تفريقهم.
وخرجت مظاهرات مماثلة في عدد من المدن أبرزها من مخيم "كلمة" لنازحي دارفور المتاخم لمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وفي عطبرة شمال البلاد، وفي القضارف وكسلا (شرق).
ودخلت الاحتجاجات شهرها الرابع، وبدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بتنحي البشير. واختار منظمو المظاهرات 6 أبريل/نيسان تحديدا للدعوة إلى الاحتجاجات إحياء لذكرى انتفاضة عام 1985 التي أطاحت بنظام الرئيس جعفر نميري آنذاك. وبحسب مراقبين، تعتبر مظاهرات السبت الأضخم التي تشهدها الخرطوم منذ انطلاق الاحتجاجات في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.