ليبيا | السراج وماكرون يؤكدان الالتزام بمخرجات لقاء باريس
رابطة علماء أهل السنة
أكد رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فائز السراج والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية الالتزام بمخرجات لقاء باريس التي أقرت الإعداد لقاعدة دستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية هذا العام.
جاء ذلك في مكالمة هاتفية اليوم بين الطرفين الذين بحثا آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، وملفات التعاون المشترك بين ليبيا وفرنسا.
ووفق تلفزيون "ليبيا الأحرار"، الذي أورد الخبر، فإن "الرئيس الفرنسي جدد دعمه للجهود التي تبذلها حكومة الوفاق الوطني لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية، وإيجاد حلول شاملة لها".
وكان المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي عُقد في قصر الإليزيه في باريس أواخر أيار (مايو) الماضي، برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أثمر اتفاقاً بين المسؤولين الليبيين الأربعة، رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز سراج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ذات صدقية في 10كانون الأول (ديسمبر) المقبل، واعتماد القوانين الانتخابية الخاصة بهذين الاستحقاقين بحلول 16 أيلول (سبتمبر) المقبل.
ميدانيا لا تزال المواجهات العسكرية بين القوات التابعة لقائد "حرس المنشآت النفطية فرع المنطقة الوسطى" السابق إبراهيم الجضران التي استولت في هجوم مفاجئ الأسبوع الماضي على ميناءي السدرة وراس لانوف النفطيين، والقوات الموالية لخليفة حفتر التي تسعى لاستعادة السيطرة على منطقة "الهلال النفطي".
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط فقدان الخزانين رقم 2 و12 في ميناء رأس لانوف بعد الهجوم على منطقة الهلال النفطي الخميس الماضي.
وطالبت المؤسسة في بيان لها الجماعات الموجودة في المنطقة، بالانسحاب الفوري وغير المشروط ووقف العمليات العسكرية وتقديم الدعم لفرق الإطفاء للوصول إلى الخزانات.
وأعربت المؤسسة الوطنية للنفط عن قلقها مما يحدث في منطقة الهلال النفطي، قائلة إن ذلك سيؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية وتعطيل البنية التحتية في ميناء رأس لانوف بشكل كامل وتوقفه عن العمل.
سياسيا دان رئيس "حزب الوطن" الليبي، عبد الحكيم بلحاج الهجوم العسكري على منطقة الهلال النفطي، محملا طرفي الصراع مسؤولية ذلك.
ونقل تلفزيون "النبأ" الليبي عن بلحاج قوله اليوم: "مهما كانت الدوافع فهي لا تبرر إصابة المدنيين والأضرار بالمنشآت النفطية"، مطالبا القوة المهاجمة بتحكيم العقل والتوقف عما أسماه الاستهتار بمقدرات الشعب الليبي.
وأوضح بلحاج أن "المرافق السيادية هي ملك لكل الشعب الليبي، ولا يحوز لأي طرف استغلالها كورقة سياسية".
وذكّر بلحاج بالأضرار التي أصابت الاقتصاد الوطني نتيجة إيقاف الحقول النفطية، وأيضا بما وصفه بالتضليل الإعلامي الذي مارسته بعض الأطراف عام 2013، موضحا أنه "لا يحوز لأي منطقة أو قبيلة أو جهة الاستئثار به".
وأضاف: "لا يجب أن لا يكون التنديد فقط هو لغة الجهة التنفيذية في البلاد المتمثّلة في المجلس الرئاسي الممنوح الصلاحية بحكم اتفاق سياسي يرفض طرفا النزاع الاعتراف به"، على حد تعبيره.
وكان حزب "العدالة والبناء" قد دعا من جهته المجلس الرئاسي إلى ممارسة صلاحيته لاحتواء الأزمة في الهلال النفطي ووضع حد لما وصفه بـ "العبث"
وقال "العدالة والبناء" في بيان له: "على المجلس الرئاسي حماية أرزاق الليبيين وإن اضطره إلى طلب المساعدة لتحقيق ذلك".
وأعرب الحزب عن قلقه من وجود عناصر أجنبية بين طرفي الصراع في الهلال النفطي، وقال: "موقفنا واضح من طرفي الصراع في الهلال النفطي ولن نختار بينهما"، على حد تعبير البيان.
ونقل المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري، عن غرفة عمليات القوات الجوية الوسطى، أن الطائرات الحربية العمودية دمرت مخزنا للذخيرة في منطقة راس لانوف.
ونشر المتحدث العسكري الليبي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مقطع فيديو يظهر وقوع تفجيرات متتالية إثر غارة ليلية فيما يبدو.
يذكر أن قوات تابعة لقائد "حرس المنشآت النفطية فرع المنطقة الوسطى" السابق إبراهيم الجضران استولت في هجوم مفاجئ على ميناءي السدرة وراس لانوف النفطيين، ورد الجيش الليبي بشن سلسلة من الهجمات الجوية على مواقع وآليات تلك القوات في المنطقة الممتدة من راس لانوف إلى مدينة سرت، مرورا ببلدة بن جواد.
هذا، ويحشد الجيش قوات كبيرة في المنطقة ويرسل تعزيزات تمهيدا للهجوم واستعادة هذه المنطقة النفطية التي خرجت عن سيطرته.