سوريا ... حقل تجارب للأسلحة وتأمين للكيان الصهيوني وصراع نفوذ وأجندات
رابطة علماء أهل السنةس : هل من مصلحة أي من الأطراف الغربية أن تنتهي الحرب في سوريا؟
كادت الحرب السورية أن تنتهي، بعد التقدم الكبير الذي أحرزته المعارض السورية على الأرض، ولكن في 30 من سبتمبر 2015، وجهت روسيا أسلحتها ضد أهداف تسيطر عليها المعارضة السورية، زاعمة أنها استهدفت مقرات لتنظيم داعش.
وشهدت الحرب في سوريا، على مدار العامين الماضيين، دخول الترسانة العسكرية الروسية على خط القتال لأهداف ومصالح عدة : -
1 - استعادة شيء من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.
2 – ببقاء بشّار ونظامه ضمنت روسيا القروض التي أعطتها لبشّار، فقد أرسلت موسكو إلى النظام السوري عن طريق الجو أكثر من مائتي طن من "الأوراق النقدية" في صيف 2011، أي خلال الفترات التي تصاعد خلالها القتال. وقد تكون مثل تلك الشحنات السبب الوحيد الذي تمكن فيه الأسد من تجنب الإفلاس والاستمرار في دفع [الرواتب] إلى قواته مع تضاؤل الاحتياطيات الأجنبية في البلاد.
ووفقاً لصحيفة "موسكو تايمز"، فإنه فضلاً عن صفقات الأسلحة السورية الروسية والتي تصل إلى 4.7 مليار دولار، فقد استثمرت الشركات الروسية ما مجموعه 20 مليار دولار في سوريا منذ عام 2009. وإذا فقد الأسد السلطة، فسيتم إلغاء هذه العقود.
3 – إخراج أسلحتها من المستودعات لإجراء بعض التجارب على مداها وجدواها وفاعليتها وقدرتها التدميرية، لا سيما تلك الأسلحة الجديدة التي طورتها بعد انتهاء الحرب الباردة، ولم يتسن لها بعد استعراضها وتقديمها لمشتريي السلاح الكُثُر في دول العالم بعد تجربتها.، مثل الطائرة سوخوي وغيرها.
وفي سياق ذلك، قال موقع "ديبكا" الإسرائيلي المتخصص في التحليلات العسكرية إن روسيا تستخدم الأراضي السورية كحقل تجارب لأسلحتها، مشيرًا إلى أن التجربة الأكثر أهمية بالنسبة لاستعراض العضلات العسكرية الروسية تمت عبر عمليتين لإطلاق صواريخ مجنَّحة ومصنّعة حديثًا، يطلق عليها اسم "كاليبر" (Kalibr)..
وبتعبير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نفسه قال : إن الحرب في سوريا كانت أفضل تدريب للقوات الروسية، الأمر الذي تناولته صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير جاء فيه إن روسيا حولت الصراع السوري إلى عرض عسكري وميدان تجارب لأسلحتها.
وهو نفسه ما عبّر عنه يوري بوريزوف نائب وزير الدفاع الروسي، عن تجريب أكثر من 600 سلاح ومعدة عسكرية جديدة، مما أتاح لهم تطوير أسلحتهم وزيادة مداها ودقتها وقدرتها التدميرية.
ولعل إطلاق صواريخ "كروز كاليبر" بعيدة المدى، لأول مرة في تاريخ إطلاق القوات الروسية البحرية من أسطولهم في بحر قزوين كان من تلك التجارب، لكن أربعة من تلك "الصواريخ المجنحة" لم تبلغ أهدافها في سوريا، وسقطت في إيران، وهو ما يعزز فرضية أنها ما زالت في مرحلة اختبار.
وهكذا صارت روسيا تعرض بضاعتها المجربة في أجساد السوريين.. برًا وبحرًا وجوًا.
أما بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فيكفينا أن ننظر إلى كم الحشود العسكرية الذي ادّعوا أنه لضرب مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا، وهذا يذكرنا بما حدث في العراق عندما ادّعوا وجود أسلحة نووية.
الحشود العسكرية على الأراضي السورية