الأربعاء 27 نوفمبر 2024 01:41 صـ 24 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار آسيا

    في الذكرى الأولى عاصفة الحزم....ضرورة وأمل

    رابطة علماء أهل السنة

    في الذكرى الأولى
    عاصفة الحزم....ضرورة وأمل

    في 26 مارس 2015 كانت الامة الاسلامية على موعد مع تحول جديد اعاد للامة الامل في امكانية توحدها ورضاها بمن ينطلق في قيادتها من منبع عقيدتها وحماية دينها .
    كانت العاصفة شديدة لتقطع طرفا من اطراف التمدد المجوسي الذي ما فتئ ان يضرب الامة الاسلامية في مقتل ، ويسيطر على مقدراتها وممتلكاتها.
    لم يكن أثر الظاهرة الحوثية خاصا باليمن فحسب بل كانت احدى خطوات مشروع التوسع الإيراني للسيطرة على بلدان المسلمين والانفراد بها بلدا بلدا، فمنذ سقوط صنعاء في ٢١/سبتمبر/ ٢٠١٤ اعتبرت إيران صنعاء احدى العواصم الخاضعة لسيطرتها ، وتفاخرت بذلك وتوعدت بالمزيد ، لتبدأ بعدها بإجراءات تحويل اليمن إلى معسكر لها، واليمنيون الى جنود،للقيام بعمليات عدائية وعسكرية وعقدية وفكرية ضد المسلمين.
    لم تكن عاصفة الحزم ترفا أو تجربة بل كانت ضرورة ملحة ومستعجلة ، والتأخير فيها يزيد القضية تعقيدا ويرفع تكاليفها، وكان اليمنيون يعرفون هذا جيدا ويعونه، فما إن بدأت العاصفة في الليل إلا وأصبحت شوارع المدن بالمظاهرات المؤيدة لقرار العاصفة المتوقع المفاجئ، وتشكر قيادتها، ولم يكن اليمنيون قبلها بحاجة إلى محاضرات أو ندوات أو خطابات ومؤتمرات لإقناعه بضرورة عمل عسكري لاستئصال ذلك الخبث (الحوثي)، فاليمنيون يرون انحراف مسار الدولة وتحولها إلى عصا بيد الميليشيات المتمردة ومظلة لتنفيذ مخططاتها المنحرفة ، ورغم شدة البطش كانت المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والأنشطة الإجتماعية و الطلابية مستمرة ، رغم خطورة المشاركة في أي فعالية معارضة ، فالخارج من بيته يودع أهله ، ومن يكون نصيبه الخطف أو الاعتقال يدب اليأس اليه بعدم العودة أو الخروج أو حتى أن يرتاح من التعذيب البدني والنفسي الذي يتعرض له. ، وقد قضى تحت التعذيب مواطنون.
    والمدن التي تعيش تحت سيطرة الميليشيات، تعيش حالة من القلق والاضطراب والخوف ، فالحوثيون عدوهم الأبرز خطيب المسجد وإمامه ، أو مدرس القرآن في المسجد او المدرسة ،  وما دمت تحمل كتابا في يدك أو بين أمتعتك فانت متهم ويجب أن تحال إلى التحقيق -إذا لم يتم الاعتداء عليك مباشرة- وإذا كنت من حملة الشهادة أو من طلاب العلم فلا مكان لك إلا السجن أو القبر ، وهناك دكاترة وعلماء وأساتذة جامعات وخبراء..مغيبون في السجون والمعتقلات أو المنفى أو اغتالتهم المليشيات، أما مراكز التحفيظ ودور تعليم القرآن الكريم والسنة فحدث ولا حرج...فأكثرها فجرت ونسفت ودمرت أو اغلقت، وقتل الكثير من مشيخها و طلابها واعتقل الكثير ، وشرد الباقون أو اضطروا أنفسم للاختفاء. وأما الحريات فانعدمت تماما، وأما الصحف فاغلقت العشرات ، والصحفيون وطلاب الإعلام أهدافا مشروعة ، وكذلك الجانب الاقتصادي المنهار والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم وكذا الجانب الاجتماعي ومانبنى عليه من تشتت طائفي ومذهبي وسلالي، وأيضا الجانب الخدمي لا ماء لا كهرباء لا خدمات .... وغيرها الكثير.....هذا على الصعيد المحلي.
    أما الصعيد الدولي فقد عقد المتمردون اتفاقية مع الخطوط الجوية الإيرانية على تسيير رحلتيين يوميا بين صنعاء وطهران ، وقد قاموا مناورة عسكرية في الحدود الشمالية مع المملكة العربية السعودية بدون تنسيق معها أو إبلاغها ، بل اقترنت بالتحدي ووعدوا أتباعهم بالحج في عامهم القادم وقد أصبحت مكة المكرمة والمدينة المنورة -حرسهما الله- تحت سيطرتهم، كما أن سيطرة الحوثيين على باب المندب بات يهدد الملاحة البحرية العالمية ويضيق على الدول الاسلامية وعلى رأسها مصر والسعودية، والذي اشار الى هذا احد مراجعهم في تسجيل مصور له انه: وبسيطرة الحوثيين على باب المندب تكون إيران متحكمة بخطوط الملاحة البحرية في الشرق الأوسط، وباب المندب مفتاح قناة السويس بغلقه تتعطل القناة كما يقول.
    كل هذه المعطيات وغيرها، ظهرت لنا أو خفيت عنا، جعلت من الضروري اتخاذ إجراء مناسب لوقف المشروع الإيراني الذي يريد ابتلاع العالم الإسلامي والسيطرة عليه وإخضاعه للمنهج الشيعي المتطرف، وتغييب هوية الأمة الإسلامية، فكانت عاصفة الحزم هي الحل المناسب-باعتقادي- وإن كانت متأخرة كما يراها آخرون ، والتي بدأت في أول لحظات يوم 26 مارس 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية وتحالف عشر دول عربية واسلامية، وتأييد شعبي ورسمي محلي ودولي، والذي تأمل شعوب العالم الإسلامي ان يكون هذا التحالف نواة لتجميع شتات الامة الاسلامية ، لنرى بعد ذلك تحالفا أكبر يضم عشرين دولة تحت قيادة المملكة العربية السعودية أيضا، وقد قامو بمناورة عسكرية ضخمة اطلق عليها #رعد_الشمال 
    وإن شاء الله لن تتوقف جهود توحيد الامة الإسلامية و ستضل تتطور حتى نرى المسلمين جميعا تحت راية واحدة.

    حفظ الله بلاد المسلمين كلها ، وحقن دمائهم ، وجمع كلمتهم ورفع شأنهم.

    أخبار