بغداد وأنقرة ترفضان تجميد الاستفتاء وتطلبان إلغاءه
رابطة علماء أهل السنة
قالت مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن إعلان حكومة كردستان العراق تجميد الاستفتاء لن يكون كافيا ولا مقبولا لاستئناف الحوار، بينما أكدت الحكومة التركية أن تجميد الاستفتاء لا يعني شيئا ويجب إلغاؤه.
وأضافت المصادر العراقية أنه لن يكون بالإمكان قبول ما أعلنته حكومة أربيل، خصوصا أن المحكمة الاتحادية والبرلمان العراقيان كانا قد أعلنا موقفهما في وقت سابق بإلغاء الاستفتاء، كما أن الحكومة اشترطت في وقت سابق إلغاء نتائج الاستفتاء، وأن هذا الموقف لم يتغير حتى الآن.
وكان العبادي قد أعلن قبل نحو أسبوعين بعد تمكن القوات العراقية الاتحادية من إعادة الانتشار في محافظة كركوك وأغلب المناطق المتنازع عليها أن حكومته تعتبر أن استفتاء الإقليم أصبح من الماضي.
من جهتها، اعتبرت قوات الحشد الشعبي أن المبادرة التي طرحتها حكومة إقليم كردستان العراق بتجميد نتائج الاستفتاء حول استقلال الإقليم "لا قيمة لها"، مؤكدة شرط الحكومة المركزية بـ"إلغاء" نتائج هذا التصويت.
وقال المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي أحمد الأسدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن مبادرة كردستان "لا قيمة لها، فالتجميد يعني الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح إلغاء الاستفتاء".
في غضون ذلك، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر تشليك إن تجميد نتائج الاستفتاء غير مقبول ولا يعني شيئا، طالما لم يعلن إلغاء الاستفتاء ونتائجه تماما.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول "هذه خطوة تكتيكية، فماذا يعني أنه جمد نتائج الاستفتاء أو لم يجمد، فالاستفتاء بحد ذاته خطوة غير شرعية يجب إلغاؤها".
الأكراد عرضوا تجميد الاستفتاء ووقف العمليات القتالية (غيتي)
مبادرة أربيل
وكانت حكومة إقليم كردستان العراق أعلنت تجميد نتائج استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم، ووقف جميع العمليات القتالية، والحوار مع بغداد على أساس الدستور العراقي، في إطار عرض لنزع فتيل الأزمة بين الجانبين.
وقالت حكومة الإقليم في مبادرتها إنها تعرض على الرأي العام العراقي والعالمي "وقف إطلاق النار فورا، ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان، وتجميد نتائج عملية الاستفتاء، وبدء حوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي".
وذكرت حكومة كردستان في بيانها أن "الوضع والخطر الذي يتعرض له كردستان والعراق يفرض على الجميع أن يكون بمستوى المسؤولية التاريخية وعدم دفع الأمور إلى حالة القتال بين القوات العراقية والبشمركة".
وتصاعدت حدة التوتر بين بغداد وأربيل إثر إجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر/أيلول، مما دفع حكومة بغداد إلى إعادة نشر قواتها في مناطق متنازع عليها كانت قوات البشمركة قد سيطرت عليها.