أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها علقت التعاون مع أميركا في إطار مذكرة تفادي الحوادث في سماء سوريا اعتبارا من هذا اليوم 19 يونيو/حزيران، وإنها ستتعامل مع أي طائرة للتحالف غرب نهر الفرات كهدف جوي.
وأضافت أن إسقاط الطيران الأميركي لطائرة تابعة لسلاح الجو السوري في أجواء سوريا انتهاك صارخ لسيادة الدولة، مشيرة إلى تصرفات أميركا حيال القوات المسلحة السورية يمكن اعتبارها عدوانا عسكريا.
وحذرت وزارة الخارجية الروسية اليوم الاثنين الولايات المتحدة من تكرار اللجوء إلى القوة العسكرية ضد القوات الحكومية السورية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "تلقينا بقلق وانزعاج نبأ الضربة التي استهدفت طائرة تابعة لسلاح الجو السوري وأسفرت عن إسقاطها"، وأضاف أن موسكو تعتبر ذلك "عملا عدائيا ودعما للإرهابيين".
وزاد ريابكوف أن "الهجوم المباشر على طائرة تابعة للقوات الحكومية السورية يعد خطوة جديدة في اتجاه التصعيد الخطير"، وأكد "نحذر واشنطن من تكرار اللجوء إلى هذه الأساليب".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت إن طائرة حربية سورية من طراز سوخوي 22 ألقت قنابل قرب مواقع لقوات سوريا الديمقراطية جنوب مدينة الطبقة، فردت عليها طائرات حربية أميركية وأسقطتها.
من ناحيته، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها بشكل كامل، وذلك وفقا لما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وغيره من الوثائق الأممية بحسب قوله، مؤكدا أن على واشنطن أن تتفادى الأعمال الأحادية هناك.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في أعقاب اجتماع وزراء خارجية دول "بريكس" في بكين إن موسكو تدعو واشنطن وغيرها ممن لهم قوات ومستشارون عسكريون على الأرض في سوريا إلى التنسيق، واعتبر أن مناطق تخفيض التصعيد هي خيار من الخيارات المحتملة للمضي قدما إلى الأمام بشكل مشترك.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أعلن لافروف كذلك بدء جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في العاصمة الكزاخية أستانا في العاشر من يوليو/تموز القادم.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها وقعت أربع اتفاقيات مع قيادات "أحرار الشام" خلال 24 ساعة، حول الانضمام لوقف الأعمال القتالية.
وأشار البنتاغون إلى أنه كان على اتصال بالقوات الروسية في المنطقة، وحاول الحصول على وساطة للحد من عملية التصعيد، مضيفا أن واشنطن لا تسعى لمواجهة النظام السوري، وإنما توجد في المنطقة ضمن حربها على تنظيم الدولة الإسلامية.
وبشأن ملابسات إسقاط الطائرة السورية، قال مراسل الجزيرة في غازي عنتاب أحمد العساف إن الأحداث بدأت بهجوم من قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي نجحت خلاله في السيطرة على قرية جعيدين الواقعة جنوب مدينة الطبقة، وهي منطقة كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الرئيسي فيها.
وأضاف المراسل أن اشتباكات وقعت بين الجانبين، وترددت أنباء عن أسر خمسة من مقاتلي الأكراد، وأعقب ذلك إسقاط الطائرات الأميركية الطائرة السورية.