الجيش الألماني يفتش كلَّ ثكناته خوفاً من ”النازيين الجدد” بصفوفه.. جنود يرغبون في قطع أعناق اللاجئين وقتلهم على الحدود
رابطة علماء أهل السنة
تتوالى الأزمات التي تعصف بالجيش الألماني الواحدة تلو الأخرى، وهو ما دفع صحيفة "Sueddeutsche" الألمانية إلى القول السبت، 6 مايو/أيار 2017، إن وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليان ربما تتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء، عندما كانت مشاكل وزارة الدفاع الألمانية تقنية بالأساس، كعدم دقة تصويب بندقية من طراز G36، أو نقائص في طائرات النقل من طراز A400M.
ونقلت وكالة رويترز، اليوم الأحد، عن وزيرة الدفاع فون دير ليان قولها في مقابلة صحفية إنه "يتعين على الجيش أن يجتث جذور التطرف اليميني"، وذلك في أعقاب إطلاق عملية تفتيش في جميع ثكنات الجيش الألماني في إطار تحقيق لمعركة جنود يحملون أفكاراً نازية متطرفة.
وتشير الصحيفة الألمانية إلى أنه في مطلع العام الحالي، راجت أخبار حول حدوث اعتداءات مادية وجنسية في صفوف الجيش الألماني. كما سادت شكوك حيال الانتماء السياسي لبعض عناصر الجيش بعد حادثة الضابط المتطرف فرانكو، التي هزت ألمانيا مؤخراً.
أزمة التطرف
وتُواجه المؤسسة العسكرية الألمانية حالياً أزمة وجود جنود متطرفين يحملون أفكاراً نازية داخل صفوف الجيش، وقالت "Sueddeutsche" إن "دائرة مكافحة التجسس العسكرية الألمانية تمكنت من الكشف عن 280 جندي يشتبه في توجهاتهم اليمينية المتطرفة منذ سنوات عديدة"، وذلك بناء على المعطيات التي أدلى بها زملاؤهم، أو المجمَّعة من طرف مختلف الأجهزة الأمنية.
وتقدم هذه الدائرة تقريراً سنوياً حول الانتهاكات ذات الخلفية السياسية المسجلة في الإدارات الفردية. وخلال سنة 2016، بلغ عدد هذه الانتهاكات حوالي 63 حالة. ووفق الحكومة الاتحادية الألمانية، تفتح القيادات العسكرية تحقيقاً في كل حالة على المستوى القانوني والتأديبي والجنائي، وتم اتباع هذا الإجراء بناء على طلب من أحد الأحزاب اليسارية الألمانية.
عداء للاجئين
وتكتسي أغلب الحالات صبغة سياسية وتتعلق بتحية نازية أو شعارات متطرفة تتعارض مع الدستور الألماني. ومن بين هذه الحالات -بحسب Sueddeutsche- رسم أحد الجنود الألمان شعارات متطرفة على ورقة الامتحان، فضلاً عن تأدية تحية نازية خلال استعراض عسكري.
كذلك وضع أحد جنود الجيش الألماني شعاراً نازياً على سيارته، ثم توجه إلى أحد مراكز اللاجئين. وفي الأثناء، هدَّد هذا الجندي اللاجئين بقطع أعناقهم.
وعلى الرغم من التهديدات الموجَّهة ضدهم، رفض هؤلاء اللاجئون الانتقال إلى ملجأ آخر. أما الجندي الجاني فقد تم فصله من الجيش وتسريحه من وظيفته عقاباً له على فعلته.
أما الحالة الثالثة فتتمثل في نشر أحد الجنود لصورة لشاب أسود مرفقة بعبارات عنصرية على الواتساب. ونتيجة لذلك، صدرت في حقه غرامة مالية تقدر بحوالي 500 مليون يورو.
أما الحالة الرابعة فهي لجندي احتياطي تطوَّع لمساعدة اللاجئين في أحد مراكز تسجيلهم، وخارج أوقات الخدمة، عبَّر الجندي عن رأيه قائلاً، إنه "يجب على كل لاجئ أن يموت على الحدود اليونانية أو الألمانية". وتابع قائلاً: "ما الحاجة إلى السلاح إذا لم نطلق منه النار؟" وعلى خلفية هذه التصريحات تعرَّض هذا الجندي للتوبيخ من طرف الجيش الألماني، وتم فصله لاحقاً من الخدمة العسكرية.
تفتيش واسع
ومع تنامي حالات التطرف المحملة بأفكار نازية، دعا فولكر فيكر قائد القوات المسلحة الألمانية إلى تفتيش جميع ثكنات الجيش، بعد أن اكتشف محققون تذكارات تعود لفترة الحكم النازي في إحدى الثكنات، مما يوسع نطاق فضيحة تتعلق بانتشار التطرف اليميني بين أفراد الجيش، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز، اليوم الأحد.
وأشارت الوكالة إلى اكتشاف التذكارات في ثكنة في مدينة دوناوشنجن بجنوب غربي ألمانيا، جاءت في إطار تحقيق بدأ بعد العثور على متعلقات مماثلة ترجع للعهد النازي في ثكنة ضابط بالجيش ألقي القبض عليه للاشتباه في تخطيطه لهجوم ذي دوافع عنصرية.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "المفتش العام أصدر توجيهات بتفتيش جميع المقار لمعرفة ما إذا كانت القواعد المتعلقة بالتعامل مع تراث الفيرماخت (القوات المسلحة في عهد النازي) والاشتراكية القومية (النازية) متبعة".
ومن المقرر صدور تقرير أولي عن تفتيش ثكنات الجيش يوم الثلاثاء المقبل، والتقرير النهائي يوم 16 مايو/أيار القادم.
أرضية خصبة للتطرف
وفي تعليقها على الحال الذي وصل إليه الجيش الألماني، قالت صحيفة "Sueddeutsche": "عموماً يبدو أن الجيش الألماني قد أصبح يمثل أرضية خصبة للفكر المتطرف بسبب تركيبته".
ويشار إلى أن آخر فضيحة هزت الجيش الألماني، عندما انتحل جندي اسمه فرانكو صفة لاجئ سوري وكان يحضر لهجوم على المهاجرين، وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن فرانكو عُثر معه على لائحة تضم أشخاصاً كان يعتزم اغتيالهم بينهم ناشطون من اليسار في ألمانيا.
وأشارت الوكالة إلى أن المقلق كثيراً بحسب وسائل الإعلام الإلمانية، أن الضابط تمكن من خداع الإدارة المكلفة بشؤون اللاجئين، عندما تقدم مطلع العام 2016 بطلب لجوء على أساس أنه سوري يدعى ديفيد بنيامين، وهو اسم من الصعب أن يكون لشخص سوري أو عربي.
وقدَّم نفسه على أنه سوري مسيحي من أصل فرنسي، وتكلم مع مكتب الهجرات باللغة الفرنسية التي يتقنها بحكم عمله في القاعدة الفرنسية الألمانية في ستراسبورغ. ولم يدقق أبداً هذا المكتب معه لمعرفة ما إذا كان يتكلم العربية.