الأحد 27 أبريل 2025 08:05 مـ 28 شوال 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    غثاء السيل

    رابطة علماء أهل السنة

    غثاء السيل

       قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت

    عندما يكتب من يكتب ليحمّل ثوار سوريا جريرة ما حدث في حلب ، وكيف أنهم متفرقون ، وكيف أنهم قاتلوا  بعضهم البعض ، وأن فرقتهم كانت السبب الأساسي والمباشر للهزيمة.

    نجد أن هذا أمر طبيعي ، بل وسنّة كونية ، وفقا لقول الله تعالى : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.

    ولا اعتراض على كل ما سبق ذكره فهو أمر يتفق عليه العقلاء .

    ولكن القضية التي نريد أن نلفت اليها الأنظار، هي أن ما يحدث بالبداخل السوري من تناحر وتقاتل بين الفصائل المجاهدة ، ما هو إلا تجربة واقعية تعكس صورة الصراع الدائر بين من يحملون نفس الفكر الذي تحمله هذه الفصائل في الخارج.

    فإذا نظرنا لأهل السنّة في الداخل السوري ، نجدهم يمثلون كل الأفكار التي تحملها الفصائل في الخارج ، فهم إما أن يكونوا : إخوان مسلمين أو سلفيين   أو سلفية جهادية  أو أشاعرة أوماتريدية.

    كل هذه الفرق التي إذا نظرنا اليها لوجدنا نفس طريقة التصارع تدور خارج سورية، ولكن بأسلحة مختلفة...

    فئة تدعي أنها هي من يمثل أهل السنة في العالم وتقيم لذلك مؤتمرا، وأخرى ترد عليها بمؤتمر آخر لتعلن أنها من يمثل أهل السنة في العالم، وداخل الفرقة الواحدة يتناحرون فيما بينهم بدعوى كل منهم أن طريقته هي الطريقة المثلى وأن طريقة الآخر هي التي ضيعت النصر وأوصلتنا الى ما نحن فيه.

       حتى العلماء ، عندما يتكلمون ، يتبرأون من سايكسبيكو التي قسّمت الأمة وأعلنوا أنهم لن يخضعوا لها ، ولكن عندما يأتي وقت العمل ، تجد سايكسبيكو قد طُبقت على الأرض بحذافيرها ، ولو حاول سايكسبيكو نفسه تطبيق الخريطة القطرية التي وضعها ما استطاع أن ينفذها بكل تفاصيلها كما نفذها وكلاؤه من السادة العلماء.

    سادتي الأعزاء ... إذا أردتم أن يتحد الثوار في الداخل ، ويتم رفع راية واحدة للجهاد في سورية ، فاتحدوا أنتم في الخارج ، وارفعوا راية واحدة تعلنوا بها أننا أمة واحدة كما أمر الله عز وجل ، إذ قال سبحانه: (إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) }9الأنبياء:92]، وفي الآية الأخرى: [وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون:52] 

     فالوحدة الآن ليست ترفاً فكريا ، وإنما هي واجب شرعي وخيار استراتيجي  جاء وقته وفُرض على الجميع تنفيذه.

       وإن لم يفعلوا فالكل آثمون إثما يوازي كل الدماء التي أهريقت في حلب والفالوجا والموصل والقاهرة وبورما وميانمار وغيرها.

       إثما يوازي صرخات الأطفال اليتامى والأمهات الثكالى والمغتصبات من نساء المسلمين ، وآهات المعذبين داخل السجون والمعتقلات.

       إذا تنازل كل عالم أو رئيس مؤسسة عن طريقة التفكير الأحادية التي لا تريد أن تتزحزح عن الأسلوب الذي تعودت عليه ، بغية أن ينضوي الجميع تحت راية واحدة، ولئن نجتمع على نصف الصواب خير من أن نفترق على الصواب كله.

    عندما يقبل العلماء والثوار خارج سورية أن يقفوا صفاً واحداً وتحت راية واحدة ، ساعتها ( وساعتها فقط ) ستقبل كل فصائل الثوار أن تقف صفاً واحدا وتحت راية واحدة.

       وإذا أردتم أن تتعلموا الدرس ، فانظروا الى طريقة اصطفاف أهل الباطل وكيف تنازل كل منهم عن شيء من قناعاته وما يريد بغية أن يتحد مع أقرانه لإزهاق أرواح المسلمين والاستيلاء على مقدراتهم.

     

     

    الوحدة الأمة غثاء السيل الفرقة

    مقالات