الأحد 24 نوفمبر 2024 03:37 صـ 22 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    وَقَفَاتٌ مع الزِّلزال!

    رابطة علماء أهل السنة

    1. لا توزِّعوا أقدار اللهِ على الناس بحسب مزاجكم، ليس كلّ من هلكَ عاصياً، ولا كل من نجا تقيّاً! في طاعون عمواس ماتَ أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة، ومعه حشدٌ من الصحابة. ونجا الرومُ على مقربةٍ منهم وهم لا يساوون شِسَاع نعالهم!

    2. لا أحد أرحم بالخلق من الله، فتأدبوا معه! ما نحن إلا عبيد في ملكه، ومهما أوتينا من علمٍ وفهمٍ فلن ندركَ لا رحمته ولا حكمته، ولو اجتمعت عقول البشر جميعهم لتفهم الحكمة من قتل الغلام في سورة الكهف لما فهموها، ولكن لما كشَفَ لنا حُجب الغيب علمنا أنه سبحانه يُغلِّفُ خيراً كثيراً في قشرة رقيقة بما نحسبه شراً مستطيراً!

    3. هذه الأحداث هي فرصة لا لنتذكَّر قوة ربنا فحسب، وإنما لنتذكَّر ضعفنا أيضاً!

    4. لا شيء مضمون في هذه الدنيا، وكل شيءٍ يمكن أن ينقلبَ رأساً على عقب في لحظةٍ، الصحة قد تنقلب عجزاً، والجمال قد يصيرُ تشوهاً، والغنى قد يصبحُ فقراً، وقد قيل لأحد الصالحين: كيف النجاة وربنا يرمينا بسهام القدر؟
    فقال: كُنْ بجوار الرامي تنجُ!

    5. تصالحوا، فقد ينام أحدكم إلى الأبد، لا تناموا متباغضين ولا متقاطعين، بكاء على كتف حيٍّ خير من نحيبٍ على قبره، وردة في يده خير من باقةٍ على ضريحه، وإن لم نتصافح أحياءً فما يفيد أن نقف لنتقبل العزاء ببعضنا أمواتاً!

    6. الناس مكلومة فلا تزيدوا جراحها بتعليقاتٍ سخيفة، وكلمات غير مسؤولة!
    قال أحدهم: ماتت كل عائلتي، كلهم بخيرٍ الآن إلا أنا!
    فلا تجمعوا عليهم وحشة الفقد وقسوة الكلام!

    7. الكلام الجميل، والمنشورات الداعمة تنمُّ عن عاطفة نبيلة، ولكنها لا تُدفىءُ طفلة ترتجف، ولا تشتري علبة دواء لمريض، ولا تلمُّ شمل عائلة تشردتْ، فتعالوا نُساعد إخواننا، ونُحقق فينا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد!

    وقفات زلزال قدر الله عبيد غنى فقر

    مقالات